السبت ١٩ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم سلمان ناطور

«ذاكرة» سلمان ناطور تعود إلى يافا

في الذكرى الرابعة والستين للنكبة، يستضيف مسرح السرايا الأديب سلمان ناطور ليروي ما تيسر من سيرة "الشيخ المشقق الوجه" كما سجلها في "ذاكرة"، هذه الذاكرة التي تختزل السيرة الفلسطينية في أكثر من ستين عاما عبر قصص وحكايات يسردها بأسلوبه الخاص والمميز وأدائه الخالي من المؤثرات المسرحية ويروي الحكاية كما تروى معتمدا إيقاعا دراميا وتعاقبا سرديا يلتقي فيه المبكي بالمضحك والمحكي بالفصيح وسيرة الراوي بسيرة أبطاله ورغم أنها حكايات متعددة الأزمنة والأمكنة والشخصيات إلا أنها تشكل ذاكرة واحدة هي ذاكرة الحياة وذاكرة الموت.

ويقدم ناطور حكايات أبي صلاح اللواح والشيخ عباس وعبد الحسن وحيفا ويافا وصفورية وأم الزينات وشفاعمرو لينهيها بحكاية الرحيل والكشف عن المأساة التي يخفيها أبو صلاح: " راحت البلد وراحت الأرض وراح الزعتر وراحت المرة وراح الولد وما بقي لي غير هالحطة (الكوفية) ، قبل ما يعملوا منها فساتين للسهرة، خذوها، خذوها، خذوها".

لكل حكاية عالمها ومغزاها وشخصياتها ، وفي مجملها تشكل رواية تنتهي بقوله: "ستأكلنا الضباع ان بقينا بلا ذاكرة.. ستأكلنا الضباع"..

يذكر ان ناطور كان بدأ مشروعه في احياء الذاكرة الفلسطينية قبل أكثر من ثلاثين عاما في مسلسل "وما نسينا" الذي نشر في مجلة "الجديد" وصدر في عدة طبعات آخرها في ثلاثية: "ستون عاما/ رحلة الصحراء" كما قدمها ممسرحة من انتاج مسرح السرايا في يافا واخراج أديب جهشان، وذلك عام 2003 وعرضت خلال عامين في حيفا والناصرة والقدس ورام الله وبئر السبع إضافة إلى عشرات العروض في يافا، ثم بدأ يقدمها كأمسية سرد حكائية في البلاد والخارج وطاف بها في مدن ايطاليا من ميلانو في الشمال وحتى جزيرة سردينيا في الجنوب، كما عرضت في دول اخرى في ذكرى النكبة في شهر أيار من كل عام وفي شهر نوفمبر على شرف يوم التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية وبمناسبة يوم الأرض.

وفي العالم العربي استضافته ثلاثة مهرجانات للحكاية في عمان الأردن وفي المغرب حيث استضافه المهرجان الدولي "ليالي الحكي" الذي عقد في مدينة بني ملال وينظمه المركز الدولي للأبحاث في فنون الحكي ومثل ناطور فلسطين بتقديم أمسيتين في مدينتي تادلا وبني ملال كما قدم محاضرة في احدى ندوات المهرجان بعنوان: "في تدوين الحكاية أيهما أهم، الراوي أم الرواية؟" وتحدث فيها عن تجربته في توثيق الرواية الشفوية وصياغتها مسرحيا وأدبيا لتشكل مخزون الذاكرة التي تتناقلها الأجيال وكان آخر هذه المشاركات في شهر نيسان الماضي في تونس حيث استضافه مهرجان الحكاية بمدينة صفاقس ليفتتح المهرجان تحت عنوان "حكايات من فلسطين" وذلك في قاعة المسرح البلدي التي غصت بالمئات من الجمهور التونسي وتحول العرض إلى امسية تضامن مع الشعب الفلسطيني وهكذا العرض الثاني في جزيرة قرقنة كما القى محاضرة في مكتبة المدينة عن الثقافة الفلسطينية والذاكرة.

بعد هذه الجولة يعود سلمان ناطور إلى يافا مع ذاكرته/ ذاكرتنا جميعا ليحتضنها مسرح السرايا وطن "ذاكرة" الأول وليقول فيها: "ولدت بعد حرب 48 ودخلت المدرسة في حرب 56 وأنهيت الثانوية في حرب 67 وتزوجت في حرب أكتوبر..أنا والحرب توأمان فكيف احتفل بيوم ميلادي؟" صرخة ضد الحرب في أول الرحلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى