الخميس ٢١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم صباح الشرقي

ذكرى اليوم العالمي للاجئين في شتى أنحاء العالم

ككل سنة يوافق 20/6/2007 ذكرى اليوم العالمي للاجئين والذي يتم الاحتفال به في مختلف بقاع العالم إذ تعقد المؤتمرات، وتعرض المسرحيات، وتنظم مراسيم إحياء ذكرى ضحايا التهجير بشتى أنواعه كذلك خليط دوافعه المختلفة كالحروب والصراع المسلح و التمييز والاضطهاد.

 تلك الفئة التي تضطر لترك ديارها وكل عزيز عليها نحو المجهول، نحو كفاح مرير وطويل ما إن تظفر بالراحة من هول الحروب والاضطهاد حتى تصبح أمام فوهة بركان التحديات الجسيمة في ظروف جد خطرة وأوضاع لا يمكن لطاقة بشرية احتمالها مثل القلق وفقدان الأمل وعدم الأمان والخوف من المستقبل المظلم.

كل هذا وأذهان المسئولين لا تستدعي للأهمية الأساسية لحماية ورعاية مصالح اللاجئين والمشردين من ديارهم والنازحين وإلقاء الضوء على أحوالهم ومعاناتهم اليومية والتي تعتبر أقل آدمية داخل مخيمات تفتقد لكل المقومات الإنسانية حيث يمنعون من العمل والتنقل والهوية والتعليم الحسن والغداء والسكن اللائق والرعاية الصحية والأمن الخ، بل غالبا ينظر لهم كتهديد لا ضحايا فيواجهون الأمر من التعصب والعداء.

الأرقام في تزايد مستمر ، أصبح أكثر من 10 ملايين لاجئ في العالم، منهم 5 ملايين من المسلمين ، 4 ملايين من فلسطين المسجلين بسجلات الأونروا، أما العراقيين حسب أحدث تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة الصادر خلال الأسبوع الثاني من هذا شهر يونيو 2007 فعددهم ناهز 4.4 مليون شخص مند الغزو الأمريكي سنة 2003
 2.1 مليون فروا الى بلدان الجوار و2.3 تشردوا داخل الأراضي العراقية وسكنوا المخيمات التي تفتقد لأبسط المقومات الإنسانية.

أما أوضاع الأطفال ومآسيهم لا يمكن السكوت عنها ولا يمكن أن تستمر على هذا النحو ، فالحرمان والمعاناة من الحياة الكريمة، والحرية، والأمن والتحرر والتأهيل المناسب والمعاملة اللانسانيه إضافة إلى تعرضهم المباشر للمخاطر والاستغلال والعنف والانتهاك الجنسي وعدم التعليم لفاجعة مدمرة .

فل يذكرنا هذا اليوم في مساعدة هؤلاء ولتتضافر الجهود من اجل السهر على مصالحهم وأحوالهم، من خلال تخطيط جاد وشراكة عميقة وحوار متواصل وتعاون مستمر لترقية ظروفهم وقدراتهم وحماية حقوقهم المدنية والإنسانية من اجل السلام والاستقرار.

يجب اتخاذ المبادرات الفعالة للخروج من نفق المهجرين من ديارهم انطلاقا من العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان والسودان والصومال والشيشان حتى أخر محطة في هذا النفق المظلم والظالم.

فحقوقهم أساسية في تصميم الحل السياسي والتخطيط المكاني للمخيمات، وتنفيذ جميع التدابير الوقائية من اجل الاستجابة لأحوالهم وظروفهم المزرية كي نجعلهم اقل عرضة للضرر من خلال تحديد معايير معينة وسياسيات حكيمة ومبادئ جادة لضمان مصلحتهم العامة، كذلك دعمهم النفسي والذهني لأنه هو الوحيد الذي له القدرة على توظيف الفرد لإمكانياته العقلية والوجدانية التي تؤدي إلى توازن في علاقة بناءه مع الآخرين وقدرات للتكييف مع التغييرات والتلاؤم مع بيئة شاقة، كذلك يجب تحديد معايير دولية جديدة لحماية حقوقهم ليس كتلك المعمول بها التي أكل عليها الدهر وشرب، وتحديد ملامح حقوق اللاجئين بصفة عامة، وتوطيد العلاقات الوثيقة بين السهر على مصالحهم وحمايتهم والحلول الدائمة .

فاللاجئ هو كبش فداء لأخطاء سياسات أصحاب القرار، وأي إنسان في الوجود يحلم بوطن مستقل فيه حياة آمنة وكريمة ، لهذا يجب أن نقف وقفة رجل واحد حتى نسمح لهم بالعيش في أمان بكل اتجاهاتهم وتوجهاتهم وطوائفهم و دياناتهم ونبعث الأمل فيهم من اجل حياة أفضل وسط ما يحتاجونه أكثر من غيرهم.

20/6/2007


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى