الخميس ١٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم ليلى بورصاص

رحلة البحث عن الفيزا

إنه لأمر محزن مخز ما عاناه فراس جابر من فلسطين بسبب عدم حصوله على "الفيزا" المصرية، وبما أنها لم تمنح له فإنه لن يتمكن من المشاركة في مؤتمر الشباب القيادي الذي سيعقد في القاهرة ايام 9 و 10 جويلية 2008... لماذا يحرم شاب عربي من الدخول الى أرض عربية؟ لماذا يفرض أصلا على شاب عربي تاشيرة لدخول أرض عربية؟ لماذا يرحب ويفرح مسؤولونا بزوارهم الغربيون ولا يفعلون ذلك مع إخوانهم العرب؟

عندما دعيت الى الحفل السنوي الذي تنظمه اجفند من أجل توزيع جوائز للمشاريع الانسانية الفائزة، كان يجب علي ان احصل على تاشيرة لدخول الارجنتين، وسعيت للحصول عليها، وكانت صلاحية جواز سفري تكاد تنتهي اذ لا يزال على تاريخ انتهائها سوى اربعة اشهر، بينما تفرض السفارات الاجنبية على طالبي الفيزا ان تكون صلاحية الجواز على الاقل ستة اشهر، لكنني اردت المحاولة، واتجهت الى السفارة والمفاجاة كانت انني لقيت حسن استقبال مذهل عند معرفة سبب طلب التاشيرة، وتولت سفيرة الارجنتين في الجزائر بنفسها اعطائي الفيزا دون انتظار رد وزارة الخارجية الارجنتينية، لانها كانت تخشى ان يتاخر الرد ويضيع علي التجمع المهم بالنسبة لي ولبلدها ايضا، كما انها تنازلت لي عن مبلغ خمسين دولار امريكي ثمن الفيزا.

هذه المسؤولة عرفت اهمية الحدث بالنسبة لشابة مثلي، فرفعت عني احراج الاجراءات، حتى انها تنازلت عن بعض القواعد الاساسية وهي صلاحية الجواز وثمن الفيزا، الا انها طلبت مني طلبا واحدا: قالت لي تفسحي جيدا في بيونس ايرس فانها مدينة تستحق الزيارة؟

اثر هذا الموقف جدا في نفسي، كيف لا وانت ترى اناسا يمارسون الدبلوماسية الحقيقية، بينما يمارس ابناء جلدتنا علينا دور الجلاد لا الدبلوماسي، ما الفائدة التي جناها هذا المسؤول عندما حرم الشاب فراس من حضور تجمع عربي، يجد فيه متنفسا لمعاناته اليومية؟ ولقاءا يمده بكمية من الشجاعة عن طريق كلمات صادقة ومشاعر حقيقية يحسها من زملائه في الوطن العربي، يشعر بها انه ليس وحيدا في هذه العالم وان هناك من يحزن لالمه والم شعبه، كيف لا تشعر بخزي واهانة وانت تسمع ان لقبك في بلد عربي هو " اجنبي" وليتك تعامل مثل الاجانب من الدول الغربية، فهم اجانب درجة اولى يعاملون احسن من ابن الارض نفسها، وهكذا انقسمنا الى سفردين واشكيناز...

أما آن للحكام العرب أن يعلموا أن حدودهم السياسية التي يحرسون عليها بالحديد والرصاص والاسلحة المدمرة لم تعد تجدي نفعا؟ فرغما عنهم اصبحنا نتقابل ونتعارف على شبكات النت، رغما عنهم تعرف جهاد بمحمد وكانا نواة لمشروع شبكة كبيرة لشباب بلا حدود، ورغما عنهم سيجد صوت فراس طريقا الى المسؤولين في جامعة الدول العربية، والى كل مسؤول عربي وغير عربي، والى كل ضمير حي، والى كل قلب ينبض بالحياة، وليعلم حكامنا الميامين انه قد جاءهم وقت لن يتمكنوا فيه من الحكم بالسيف والسوط، وان وقت التغيير قد حان، لم يبقى لدي شيء اقوله سوى عزاء صغير :لا تحزن يا فراس فكلنا فرا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى