الاثنين ١ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم زينب خليل عودة

رمضان ينادينا ..فهل من مجيب؟

شهر رمضان الفضيل يأتي هذا العام كما قدر له الله وشاء وأتى في السنوات الماضية، ولكن يبقى السؤال هو السؤال هل بالإمكان أن نغير؟؟ أن نغير ما بأنفسنا؟ أن نعتبر قدومه فرصة جديدة منحنا الله سبحانه وتعالى كي نحاول أن نتجاوز حدود أنفسنا التي غرقت في الماديات والشهوات إلى أن وصل الحال لأدنى مستوى قد لا تقبل به الحيوانات، وان نتغلب كل مغريات الحياة الغريبة ووسائلها الحديثة ونحن في عصر العولمة والانترنت والإدمان عليها ...

لقد ذكر أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام خاطب الله عز وجل وقال له: والله إني أحبك وأحب من يحبك فدلني كيف أحبب خلقك فيك.. فرد عليه الله عز وجل قائلا: ذكرهم بآلائي وأنعمي وبلائي.... لننظر بمزيد من التركيز والفهم الواسع للحوار السابق بين سيدنا موسى عليه السلام وبين الله عز وجل لما فيه فوائد جمة.. من تعظيم وشكر وحمد للخالق عز وجل وفى نفس الوقت حب وخوف وحاجة لله عز وجل....

وشهر رمضان نعمة عظيمة لبنى البشر، نعمة من كل الجوانب الروحانية والإيمانية والعقلية والنفسية والجسدية والصحية لفوائد الصيام الجمة على مدار شهر كامل، وليس الحرمان من الأكل والشرب هو الصيام لالا ،، لذا رمضان ينادينا جميعا.. ينادينا لنعرف قيمة هذا الشهر وحاجتنا نحن له وليس حاجة رمضان لنا....علينا ان نحاول أن ندرك كيفية أن يحرك فينا هذا الشهر قلوبنا ومشاعرنا ويساعدنا على لين الحديث ورقة القلب وزيارة الفقراء والمساكين والمحتاجين وتذكرهم دوما والنظر إلى وجهوهم وأيديهم الفارغة وعيونهم الحزينة والى ظروفهم البائسة والعمل على تخفيف معاناتهم ومسح دموعهم ولو بشق تمرة، وزيارة أسر الأسرى والشهداء وزيارة المرضى والمعاقين والجرحى ،، وزيارة مرضى الدم والسرطان .. ..... وهل بالإمكان أن نقف مع أنفسنا للحظة ونتذكر لقاء الله عز وجل لو في اليوم مرة واحدة وأن نتخيل كيف يكون منظرنا ؟؟ وكيف حالنا ؟؟ وكيف يدارى ذنوبه وعثراته بالليل والنهار؟؟ وكيف سيكون عند السؤال ؟؟ فليحاول الإنسان أن يتذكر هذا اللقاء....

اعتقد أن هنالك فرصة عظيمة لجميع شبابنا وشاباتنا المسلمين والمسلمات في كل مكان أن يعالجوا أنفسهم من عادات سيئة تغلغلت فيهم وأدت إلى تحجر العقل وانشغال القلب ولهو النفس والتعود على القعود والكسل لساعات طويلة... وتلقائيا تعزز سلوكيات اللامبالاة والجمود وحتى قلة الشهامة والقبول بالانكسار والهزيمة والذل وأمور غريبة ليس بأخلاقنا ولاقيمنا ولا تعاليمنا الدينية..

لنجاهد أنفسنا ونتذكر إنسانيتنا، إنها لحظة لنجاهد أنفسنا فيها بشتى الطرق والوسائل وهى كثيرة جدا ولنحسس أنفسنا إن لم نبكى أننا نتباكى إلى أن نصل إلى هدفنا.. ولنعلم أن الوقت ينفذ لا ينتظرنا أبدا...

ليكون رمضان لهذا العام مختلف نوعا ما في الخروج عن كل ماهو مألوف أي أن من ينسى ذكر الله ورسوله ليتذكر ولو مرة، من لا يصل رحمه ليصل وبدون تفكير، من لا يطيع والديه ليطع، من لا يزور الفقراء والمساكين ليزور، من يشعر بقلبه أنه قاسى وحجر ليكثر من ذكر الله وليحبه أكثر وأكثر وليكثر من الذهاب إلى الصلاة في المسجد خاصة صلاة التراويح الآن ،، ومن لا يقدر فليحاول وليحاول إن كسب الحسنات وعمل الخير ليس بالأمر السهل ،، لنفكر ونحاول ونقرر أن نغير ونصحح من طباعنا وأخلاقنا وسلوكنا دوما وان نكون مرآة ترى نفسها بكل ما فيها قبل أن يراها الآخرين ...

صدقوني يا أخواتي وياإخوانى حينما نفكر في الخير والشر ومابين القسوة واللين ومابين الصدق والكذب ومابين أن نكون أو لا نكون . فهي لحظات معدودة تفصل كل عن بعضه الآخر ونحن علينا أن نتحكم في هذه اللحظات ولا هي ... علينا علينا بصدق النوايا والعزيمة والتوكل على الله واليقين والثقة بالله وقوة التحمل والإرادة والتنافس في حب العمل والخير والله إن هنالك مجالات لاحصر لها في ديننا الحنيف تساعد ليل نهار على المجاهدة وتدفعنا إلى الرحمة والخير والعدل والإحسان .إنها لحظات للرقة واللين والطيب من القول والعمل ... فما الحياة الدنيا الا حفنة من التراب ندفن به .... وكل عام وأنتم بألف خير رمضان كريم .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى