الأربعاء ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم محمد عماري

سكرة عشق قديم

سكرة عشق قديم
 
يخرج الماء
من دالية
ينساب في الأمداء
من الوريد
إلى النشيد.
تلوح
قطوف الليل دانية
تفتح لي
من شرفة الذكرى
بقية رسم
توشحني بالصمت
هسيس يد
 
شردت
في ذروة النسيان
يبللني
بياض الثلج
المعتق بالسؤال.
أتقمص شكل هلال
راودته
خلوة الأصيل،
آهات محبرة وكأس
وجع الماء
من بعض البكاء.
أرى جسدا
كقبضة ريح
 
طواها الظلام،
أسبلت خيوطها
لفاتحة القصيدة
لخاتمة الهجيرة.
أيا شمعة
في خلوة
ادخلي ليلتي
كي تري
سماء بلا لون
قمرا في معبد
سكرة عشق
قديم
قديم
 
الحسيمة ك صيف2005
 
ذاكرة وصـل
 
الرسم
يداعب صبوتي
حين أهرع
لهذا الجسد
كي أرى مهجتي
يفاجئني الندى
بدفء عينيه.
يا فجر
هل أقف
لأتلو دهشتي
للمساءات
التي كانت بيننا؟
لطيش أزهار
 
خبأتها
تحت عباءتي
لتكون شاهدة
على أول رعشة
على أول صرخة
كانت بيننا
واختفت
كشدو يمامة
قبل الغروب.
يا منشدا
مقام الصمت
هب لي
بوصل أغنية
 
عن أول الوقت
لعل في السواد ارتوائي
لعل في البياض اشتهائي.
ياآخر السماء
رتلي بوحي
ابعثيه في سماع الدنى
لحنا معتقا
بالندى
بالجوى
ذي سكرة العشق
امتطت وقتي
 
فاستباحني التوهج
ما بين
أخر صرخة
آخر رعشة
بين أوجاع الكروم
 
الحسيمة. ربيع 2006
 
مشجب الذكرى
 
ترتعش الريح
فوق جبهة الماء
تمسح ناصية الليل
تدحرج صوب التلال
ودار.
أعلق خطوي
على مشجب الذكرى
يخرج من أنقاضها
دخان
صياح
عنقاء
كالشمس تمطر
نورا ونار.
أمزج الحبر
بماء الدمع
يورق نظما
في كتب المرسلين.
أنت لحظة شاردة
في حلقة الحي
وما انتهى السفار،
جدائل النخل
تستجدي
التقاء عابرا
من زهرة
نبتت هنا
 
تكوم في جفنها
أريج عشق ونام.
يسكنني
كحل غيمة
سابح بين عينيك
صمت ينادي
من أعماق التكوين:
هذي حقول اليباس
تسكر رائحة الدفلى
يظمأ البياض
بين يدي
سماء مشلولة
فيولد الماء
من خاصرة اليباب.
 
فاس: ربيع 2005
 
معرة النعمان
 
بين ذي الرموس
صوت
مثل رجة تنام،
صناجة الشعر
ليس من ذنبه
شيء
إلا الحزم والمقام
 
الحسيمة:2003
 
بين معطف الليل
 
أيها اليم
المموسق
على جناحي نورس
وقع ألحان
كل جوال
بالبياض،
دعه يزحف
بين معطف الليل
يصلي للغيم
قبل الرحيق
يغسل
وجه موجة
قبل الشهيق.
 
طنجة:28/06/01
 
خلوة في غسق الرؤيا
 
مطر
يشم الأرض
أشرعة
تغازل وجه السماء
الريح تعاتب
اخضرار البراري الآفله.
أدخل في أناي
لأبدأ ليلتي
مع تفاصيل الأشياء
التي تسكنني،
قرنفلة تزين
كأس النسيان
في جوفي
 
سأبحث عن هواء
مر بيننا مبتسما،
حملته الذكرى
صوب الأقاصي البعيده.
أيا فاتنة
كم يلزمني
من تكبيرة
كي ترتوي خلوتي
من غسق الرؤيا؟
كم يلزمني
من جذبة
كي أعصر الغيم
في جوفي؟
 
أشربه خمرا
فتخضر القصيده.
أتقصى
أبجدية الليل
على صفحة الماء
كي أرى قمرا
على رقصة غصن
يوم التقينا
يوم اختفينا
على وقع سماء
لم نعهدها
آخر صيحة
تعبق
 
في الدجى
في المدى
في الصدى
يحملها طائر الريح
نشيدا
من سفر الغياب
لعل في رائحة الدفلى
نبيذا للشمس
يسكرها
يسكرني
حتى قرارة حزني
 
فاس: ربيع2006
 
نزيف الحبر
 
غفوت على ظلي
ولما انتهيت
لم أجد
قرب يدي
غير مساءات
كانت بيننا
تراودني
كلما حلت زائرتي
على هيئة غيمة
مثقلة بالكحل
مثقلة بالدمع
تبلل خطوي،
 
إليك سيدتي
أرفل كالطير،
أتلمس الريح
تحملني
على صدر موجة
ترسم أرجوحة
لزهرة عباد الشمس،
يا سيدة
أيقظت
نزيف الحبر
في جوفي
هل أقرأ
دمع الطفولة
في عينيك؟
 
الحسيمة:2007
 
عتبات الذاكرة
 
ماء
يبست شفاهي
في قراءته،
قمر
يفرك عينيه
تحت سماء
مبللة
بوشوشة الريح،
تورق الكروم
في عينيك المتعبتين،
يلبسني
هذا الضباب الجميل
فأعلن اشتهائي
لبوصلة الذكرى
لقلب
توزعته المسافات
ما بين لهيب الحرف
وعشب
تحول في الصبح
لامرأة
يغشاني نورها.
أدخل
في عتبات الكون
صاغيا لشدو
عذب الصمت والبكاء.
يا صاح
عرج بنا
على دار
تغطي جسد الرياح
يخرج من عطرها دخان
فاح عبر المدى
واستوطن المدينه.
 
فاس/خريف2007
 
أنشودة للتين والزيتون
 
تسربل دمعا
يزرع فجرا
يحمل جرحا
فوق روابي النضال.
قادم
من حقول اليباس
يوقظ الأحجار
تصدح الأطيار،
حجارة من سجيل
زغرودة للتين والزيتون
بين سهل وواد.
القدس غيمتنا
تشق حرير الليل
في البيت
في الصدر
تروي سنابل الزرع
من الرماد
إلى اللهب.
نام الشهيد
بزغرودتين
فوق الجليل،
نام الشهيد
في رياحين الربيع
فاقرأ ما تيسر
 
من سفر الحجارة
واكتب على خد تفاحة:
كل المقاليع
تحملها عصافير
من البحر
إلى النهر
يرسلها مدرارا
قبل رقصة الفجر.
ياربيع الحنين والغضب
ذي فسحة حزن
ترعي أحلامي
حين أغفو،
لعل في الشهادة
ارتواء
اعتلاء
قربانا
لمالك السماء.
 
الرباط/شتاء2008

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى