سكوت ... إنا نولد من جديد !!

مرت سنوات عجاف على الأمة العربية لم يجلجل فيها صوت قوي يهز أركان الدنيا ويُشعر باقي الأمم أن أمة الشعر مازالت حية ترزق . ومرت أحداث وقيل الكثير من الأحاديث عن هذه الأمة وبلغت فيها الروح الحلقوم ، وأشْهر بعضهم بطاقة فنائها ، كما قيل ذات يوم " سكوت إننا نموت " ولكن صوت قناة أبو ظبي قال هذا الصيف لا للموت البطيء ..لا للإنحطاط والتردي ، وانبعث صوت بدا في البداية خافتا ولكنه ارتفع مع مرور الوقت وظهر أن امرؤ القيس عائد والمتنبي مقبل وعنترة مكر لا مفر والخنساء لم تعد تبكي صخرها ... ففي زمن القهر والعري والإبتذال الفضائي سطعت نجمة مضيئة لم تقل " أمير الشعراء جئتك مبايعة " بل قالت هذه المرة بملء فيها " إننا نبحث عن ميلاد أمير للشعراء يزلزل الأرض بأشعاره وينحت الصخر بأبيات ويصنع لحظة الميلاد بصوته .."

وتمكنت قناة أبو ظبي بفضل الفضاء الكبير الذي فتحته أمام الشعراء العرب من خلال برنامجها " أمير الشعراء " أن تبعث الروح في جسد أمة تهاوت وبدأت تتلاشى وتعيد للضاد رونقها وجمالها وتعلن أن الإعلام العربي بإمكانه أن يعكس ساعات الميلاد القوية والقادمة مع بزوغ فجر كل يوم جديد ... فبعد أن أصبح العربي يعتقد بأن فقاقيع الفضائيات الدخيلة عن الإعلام الجاد لا تصلح إلا لهز البطون ، جاء الجواب صريحا خالصا وقال لهم سكوت إننا نولد من جديد !!!

ولم تكن مسابقة أمير الشعراء محصورة في مكان ورغم أن أشعار الذين قرأوا وأبدعوا واحترقوا أبناء زمان واحد فاجتمع الزمان والمكان و تجانسا وتزاوجا فجاءت سويعات الميلاد في أبهى صورها . فقد أعادت قناة أبو ظبي الروح للإعلام العربي وأرجعت مسابقة أمير الشعراء وهج الضاد إلى قمة العنفوان وزاد جمال الركح والحضور من روعة تفعيلات الإلقاء ، وليس مهما إن تُوج زيد أو عمرو باللقب المنشود ، ولا يهم إن كان الفائز من البلد الفلاني ، ولكن الجميل في كل هذا أنهم تنافسوا وأبدعوا وقالوا كلاما ثائرا ، وحتى إن احترقوا فحرقة إبعاد الضاد عن موطنها لا يضاهيها حرقة ... فالشمعة المضاءة من قبل قناة أبو ظبي حتى وإن كان نورها خافتا ، فمع مرور الوقت سيسطع ويكون عنوان الميلاد مع الفجر القادم .
والأكيد أن مسابقة أمير الشعراء ستبقى نيشانا يزين صدور الذين خططوا وسهروا ونفذوا ، وحتى الذين تواصلوا وشجعوا ووقفوا مهللين لهذا الميلاد المبارك .