الاثنين ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٢
بقلم عبد الكريم المحمود

سلام على المصطفى

ما متّ بل ماتت بك الأصنامُ
وانجاب عن وجه الحياة قَتامُ
إن كان جسمك ضمّه قبرٌ فما
زالت بذكرك تلهج الأيامُ
نبكيك شوقاً يا حبيب قلوبنا
وبنا تهيج لفقدك الآلامُ
تفنى العصور وأنت حيّ خالدٌ
تزهو بك الأفواه والأقلامُ
يا من بلغتَ من الفضائل منزلاً
لا تستطيع بلوغه الأقوامُ
يكفيك أن الله جلّ جلاله
صلّى عليك ومنه جاء سلامُ
وعليك صلّت في السماء ملائكٌ
والأنبياءُ وصالحون كرامُ
يا من كشفتَ عن البرية جهلها
حين استبدّت بالنُهى أوهامُ
فشرعتَ من وحي الاله شرائعاً
تبقى على مرّ الدهور تُرامُ
يأتي الزمان بسيل أنظمةٍ فما
يُغني الورى عمّا نظمتَ نظامُ
فالجاحدون عن الهوى ما أبدعوا
ولديك ما أوحى به العَلاّمُ
دينٌ متينٌ في السماء أصوله
وفروعُه في الأرض حيث تُقامُ
جُمعتْ به الأديانُ منذ نزولها
فشعاره التوحيد والاسلامُ
يا خاتم الرسُل العظيمُ رسالةً
فيها كمالٌ في الهدى وتمامُ
أعطاك ربّ الكون معجزةً لها
خضعت معاجزُ أنبياء عظامُ
قرآن فرقانٍ وذكرٌ فاصلٌ
نورٌ مبينٌ لم يَشُبه ظلامُ
قد أعجز البلغاءَ منه بيانُه
وعلا على العلماء منه مرامُ
فيه اجتماع الشمل بعد تفرّقٍ
وبه تُفضّ عداوةٌ وخصامُ
يدعو جميعَ الناس نحو محبةٍ
حتى تسود أخوّةٌ ووئامُ
فيه السعادةُ للألى يرعَونه
في كل حادثةٍ له أحكامُ
أسفي على قومٍ أضاعوا علمه
وتلقّفوا ما سطّر الأقزامُ
تركوا كتابَ الله خلف ظهورهم
وتفهّموا ما تفهم الأنعامُ
هذا رسول الله يرفع دعوةً
فيهم وأنّى يستجيب طغامُ
شغلوا النفوسَ بكل أمرٍ تافهٍ
لا يفقهون كأنهم أغنامُ
يأتون ما يدعو البغاةُ لفعله
وتجاهلوا ما يطلب الاسلامُ
تركوا الصلاة وتابعوا شهواتهم
فصلاتهم نقرٌ عليه أقاموا
لا يطلبون العلمَ إلا نادراً
ولهم بألعاب السفيه غرامُ
يا معشرَ الشبّان أين عقولكم
حتّامَ أنتم في الظلام نيامُ
هيا أفيقوا من سبات رقادكم
وتحذّروا ما يمكر الظلاّمُ
أنتم ضحايا غزو أمريكا واسـ
ـرائيلَ أنتم للغزاة طعامُ
هيا أعيدوا مجدَ أجدادٍ لكم
كانوا بحب المصطفى قد هاموا
قد أنشأوا في الأرض أعظم دولةٍ
ولهم على أعتى الطغاة زمامُ
بمحمدٍ حلّ السلامُ بعدله
في نهجه يتباعد الإجرامُ
بك يا نبيّ الله سارت أمّةٌ
نحو العُلى ناموسها الإقدامُ
من نور هدْيك شيّدت مجداً له
تتصاغر الأمجاد وهي ضِخامُ
كم خاضت الغمَرات ترفع رايةً
للحق تحميها القنا والهامُ
ما ردّها في الله لومة لائمٍ
أو جرّها نحو القعود حطامُ
لله قد نذرت مباهجَ عيشها
وكأنّ ما فيه السرور حرامُ
فلها بتقواك العظيمة أسوةٌ
ولها بشخصك قائدٌ وإمامُ
علّمتها فلّ المصاعب صابراً
صبراً تُهدّ لمثله الأعلامُ
أنت الشديد اذا الشدائد أقبلت
وارتاع منها باسلٌ مقدامُ
بك تحتمي الأبطال من رهَبٍ اذا
حمي الوطيس وعرّد الضرغامُ
يا صادق القول المبرّ بوعده
منك الوفاء سجيةٌ وذمامُ
تقضي العهودَ وإن أحاط بنقضها
كيدُ العدوّ كما لها إبرامُ
أنت السحاب اذا وهبتَ تكرّماً
وإليك يأوي من عداه مُضامُ
بالعدل تحكم رغم كل معاندٍ
إن جار من خوف الأذى حكّامُ
أنت الحليم فلا تطيش سفاهةً
إن في الدواهي طاشت الأحلامُ
أنت الرشيد فما لفهمك ناقضٌ
إن في الأمور تناقضت أفهامُ
أنت البليغ فما يؤودك مطلبٌ
إن عزّ في بعض الخطوب كلامُ
لك رأفةٌ بالمؤمنين ورحمةٌ
وعلى دعاة الكفر أنت حسامُ
أسرى بك الله القدير بليلةٍ
هي في الزمان حسابها الأعوامُ
فيها عرجتَ الى السماء مرافقاً
جبريلَ والأهوالُ ثَمّ جِسامُ
فرأيتَ من آي الاله عجائباً
في الكون مما لا تراه أنامُ
حتى وصلتَ الى مقامٍ لم يكن
لملائك الرحمن فيه مقامُ
ودنوتَ من نور الاله كقاب قو
سينِ احتواك النورُ وهو ضِرامُ
ما كان جبريلُ المكين بقادرٍ
لمجيئ ما قد جئتَ فهو حِمامُ
وأسرّك النجوى حبيبك رحمةً
فعليك من سرّ العليّ وسامُ
حيّرتَ ألبابَ الخلائق معجزاً
فذّاً يحيط بكنهك الابهامُ
يا سرّ أسرار العوالم كلها
لولاك ما خُلقت لها أجسامُ
من أجل حبك يا نبيّ وآلك
الأطهارِ قامت هذه الأجرامُ
ما زلتَ في كل البرايا شافعاً
فاشفع لنا ما جرّت الآثامُ
أنت المؤمّلُ يوم تُنشر صحفُنا
ويردّ مثقلةَ الظهور زحامُ
فعليك والآل الكرام صلاتُنا
في كل بدءٍ والسلامُ ختامُ


الأعلى