الخميس ١٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢١
بقلم عبد العزيز زم

سيمِياءُ الياسمين

الياسمينُ قصيدةٌ شُـفَّـتْ بماءٍ مِنْ ندى

والشِّعرُ ضوءٌ للصَّدى
شفّافةٌ، تنضو الكنايةَ والمجازَ
ولا استعارةَ تخدشُ استِلهامَها
منْ فِطرةِ الحسِّ الرّهيفِ إلى قلوبِ المُبصرين

الیاسمینُ براءةُ الأشواقِ لِلموتى
وأهلِ الدّارِ إن غابوا معَ الشّفقِ المديد
لآلئٌ في سورِ منزلنا البعيد
تـشعُّ منْ أثرِ الحنينْ

الياسمينُ بداهةُ المعنى بغَيرِ تكلّفٍ
كــرذاذِ غيمٍ أبيضٍ
مُترنّمٍ
ويجُـسُّ نبضَ الرّيحِ في تشرينْ
أزليّةُ الوردِ النـقاءُ
قُبيلَ أنْ يـدميهِ جرحُ العاشقينْ
الياسمينُ هوَ انعِكاسُ الظلِّ
مِنْ جسدِ اليقينْ
أوراقها خَفَـرٌ تشكَّلَ من كثافةِ عِـفّةٍ،
إتقانُ تطريزٍ وَ لِين

الياسمينُ كأوّلِ الحُبِّ انعِتاقٌ
من تفاصيلِ الحكايةِ
مِنْ تجاعيدِ العلاقةِ
مِنْ غرورِ الحِبِّ
أو مِنْ شهوةِ الرّوحِ الدّفين
فستانُ عرسِ أميرةٍ عذراءَ
ماتَ أميرُها قبلَ الزّفافِ
نَجَتْ بسَوسنِ قلبِها من شهقةِ الفرحِ الأخيرةِ
أنقذتْ فستانها من شوكِ عين الحاسدين

والياسمينُ طفولةُ الإشراقِ
نورُ حديقةٍ
وتشبّثُ الإحساسِ بالأملِ الخفيفِ
وسيمِياءُ العطرِ حينَ يَمَسُّ ذاكرةً
هُـويّةُ شاعرٍ غَـضٍّ
ملائكةُ الزهورِ
ونجمُ عشتارٍ
تصوُّفُ وردةٍ
ورتوشُ فَـنّانٍ أمينْ

الياسمينُ وما تبقّى من بلادٍ
رقصةُ البجعِ الأخيرةُ
فوقَ أنقاضِ الحروبِ
على طلولِ الراحلين


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى