الثلاثاء ٣١ آب (أغسطس) ٢٠٢١

«شعريّة القصّ» للنّاقدة الفلسطينيّة ميّادة أنور الصعيدي

صدر مؤخّرًا للنّاقدة الفلسطينيّة: ميّادة أنور الصعيدي كتاب نقديّ بعنوان: "شعريّة القصّ في تجربة جعفر العقيلي القصصيّة عن دار الآن ناشرون وموزّعون_ الأردن، بدعم من وزارة الثقافة الأردنيّة.

إذ قامت النّاقدة بتحليل مجموعات القاصّ الأردنيّ: جعفر العقيلي وهي: "ضيوف ثقال الظل"، و "ربيع في عمان"، و "تصفية حساب"، و "كمستير"، و"مسافة كافية". وجاءت قصصه تحت عنوانات منها: (تصفية حساب، علامة فارقة، كمستير، تعايش، وجه وأقنعة، وقت مستقطع، تنازلات، ضيوف ثقال الظل، هزائم صغيرة.. هزائم كبيرة، انتصار، مسافة كافية، لقاء وحيد، دوار، نقوش الراحلين، طقوس، ربيع في عمان، خيبة أخرى، تذكار).. ولقد أكّدت النّاقدة أنّ تلك الفرادة في الصّياغة اللّغويّة التي شكّلتها أفكار العقيلي تلتفُّ بغلالةٍ رقيقةٍ من الشّعريّة، عن طريق تخصيص أدواتٍ عالية الجودة، لا يملكها إلّا خيّالٌ متمرّسٌ بفن الاعتلاء ومن ثمّ الانطلاق، فقد ترعرعت شعريّة مجموعة العقيلي في قمم الجدل، وسحب المخيّلة، مع الحرص على شدّ وثاق حواس متلقّيه، بحيث يكون مرنًا بين الفينة والفينة، فلا تكلّف عقيم، ولا شططٍ مبهم، فقد حلِّقَ في فضاءِ روحه العابثة، ولعلّ جرأته في التّخلّي قاصدًا التّدلّل؛ هي من أرْدَت متلقّيه مأسورًا، مشدوهًا لا يقوى على الفكاك، محاولًا إعمال ملكة تخيلاته، تائهًا بين الشّكّ واليقين في تأويلاته، خاصّة حين يعمد إلى لعبة الفكّ والتّركيب بعد هضم المجموعة بكاملها، ويتساءل: كيف يمكن للعقيلي أن يصوّر ملامح بطل قصصه وهي: رغبته الملحّة في العزلة، تبرّمه الدّائم، قلقه، نزوعه للماضي، نزوعه للهدوء، ومقته للفوضى، رفيق اللّيل، عدم الثّقة التّامّة بالآخرين، غربته... في حين أنّ الفكرة العامّة التّي خرجت بها المجموعة ككلّ توحي خلاف ما ورد في سياق الأحداث، وما أراده القاصّ لبطله... إنّها إذن فكرة "التّجاوز" المستبطَنة في عمق البناء السرديّ، إنّه الإحساس بالمسؤوليّة التّي وقعت على عاتق العقيلي في أن يضحّي بلؤلؤته "بطله"؛ لتجنّب الآخرين عثراته، فمنذ أوّل لقاء بين القاصّ وبطله، وبين المتلقّين وقصصه، أشار القاصّ بذلك على لسان بطله حيث قال: "لكنكَ أمعنتَ في تشويهي. أهو ثأرٌ أم غيرة!... أنا بطلُك! من لحمٍ ودم. نعم! ألستَ تؤمن أن أبطالك حقيقيون؟! لم تكن تبالغ. أنا أحدُهم..".

نعم إنّه بالغ وهذا مطلوب، فكلّما ازدادت محن البطل ارتفع عامل التشويق والمتابعة لدى المتلقّي، ولكن ما يقرّه متشرّب المغزى العامّ أنّها غيرةٌ على جيلٍ لاحق.

ولقد جاء ضمن توصيّات النّاقدة: أنّها تتطلّع إلى أن تُغريَ هذه الدّراسة الباحثين، وتلفت أَنْظَارِهم إلى الزّخم الفنّيّ الذي تتمتّع به قصص العقيلي خاصّة، وقصص الشباب في المجتمع العربيّ عامّة؛ ظنًّا منها أنّ ذلك يُساهم في إثراءِ المشهدِ النَّقديّ العربيّ وإبرازِ دَوْرهِ الفاعلِ فِي توجيهِ الأدباءِ والباحثين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى