السبت ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم عائشة الخواجا الرازم

شوارب عربية في زجاجة هلامية

كل العرب والأبطال والأشاوس الشجعان من العربان، يحلمون الآن اكثر من أي وقت مضى بزوال دولة إسرائيل قبل عام 2012 م!!! وكلهم يصفقون الآن سعادة باقتراب الزوال الهادئ بلا قتال ولا حرب أو رجولة بشرية عربية، وبلا مقاومة وبلا مقومات مكتوب عليها صنع البطل في بلاد وقيادات عربية!!! ويقرؤون الوهم في رؤوس شواربهم المعطرة المصبوغة التي يقف عليها الصقر الثاقب، الوهم الذي لا يأتي للقاعدين مكتوب عليه (صنع في السموات السبع وبمشيئة الله سيتحقق الوعد يا عرب والنصر على العدو الله وعدو البشرية المجرم الفاسق القاتل!!

كلهم يتنعمون بالانتظار ويؤمنون بالله ووعده القريب، ولا يحركون ساكناً لتقريب الوعد أو تفعيله او استفزاز إرادة الله لتحريكه!

كلهم يبتسمون وينظرون لوعد الله بمحق العدو الغادر القوي القادر، ولا يتنازلون لمنازلته ليسعدهم الله بالاستجابة!!

وكلهم قد تناسوا تماماً بان الله لا يسمع من اخرس اللسان وأعمى البصيرة والبصر وصلد العواطف لا تحركه القنابل الفسفورية ولا العنقودية ولا النار ولا استصراخ الأشلاء الطاهرة!!!

كلهم ينتظرون بذكورة الرجال المنعمين الغانمين الوارفين تحت أفخر الظلال والمركبات المتصارعة نحو سويسرا والبهاما وماربيا بانتظار الوعد الحق بزوال دولة إسرائيل وهم في رحلة سياحية خارج الذاكرة والعقل والأرض الموءودة!!!

كلهم يحلمون بالعودة إلى الديار المقدسة حجاجاً راتعين على إبل محملة بالحرير مزوقين بالغنائم والذهب والتمر والحنطة وعسل الملكات، وإسرائيل قد أعدمت عن الوجود وزالت بمبضع الله الواحد القهار!!! ومن تبقى منهم في الديار نام نومة أهل الكهف، لا بل فنومة أهل الكهف أبهى واطهر ولكنها كانت طويلة بأمر الله، وأما هؤلاء القوم فلا صحوة مرجوة لهم يا للهول ويا للقهر ولا يا معتصماه حين اجتمع المعتصمون وأجمعوا على ابتسامة موحدة باستنكار الحارس العظيم الشأن، حين استخدم عصاه ليهش بها على العدو الغاشم، والغنم تتقافز ذعراً وهم لا يتقنون إعداد العدة إلا لجلد الحارس المجرد من بندقية الصيد، فاستخدم عصاه ولوح بها في غيابهم على الذئب، والذئب عواؤه يملا البطاح ويبرطع في البر والغابة وحد دون سوط يرده عن توحشه الإجرامي!!

كلهم قد دفنوا الصلاة والدعاء والإعداد وحقنوا الخيل بالبنج في اصطبلاتهم لحين عودة الغائبين عن الديار والعقول والكرامة والمروءة!!! وقطعوا أرجل الحراس من خلاف كي لا يباغتوا العدو المجرم الحرامي ويجرحوا اقفيته المترهلة المهرولة على سجاجيد الصلاة وأثواب الحرائر من أخواتهم وزوجاهم وبناتهم وبنات أعمامهم وبنات عماتهم وشقائقهم!!

ترصدوا الحارس اليقظ المجرد إلا من صحوته، وبغياب أهل الحكمة والدراية سمطوا ظهره بالسياط، وصرخوا به ( لماذا التعب والجهد والإحراج والدم الزائد الذي لا حاجة له، ونحن في نصر منتظر من أمرنا غداً؟؟!!

كلهم قد ربطوا أعنة النساء على الأرض التي غادروا وداسوا على البسط المتوردة وبالأحذية وصرخوا ( أن ينصركم الله فلا غالب لكم ) وتركوا الكتل السرطانية المتوحشة التي لا تقيم للحق ولا الحضارة ولا التقدم ولا العدالة ولا الإنسانية وزناً، ومنحوها السماد لتنمو!! وأجزم أنهم كلهم بدون استثناء يجلسون على بسط من إستبرق يتابعون الصواريخ والقاذفات الصهيونية تدك الأرض والسماء على الرؤوس، وهم يعتقدون بأنه البرق المنطلق عن النبأ العظيم يسارع بالهبوط عليهم ويبشرهم بزوال دولة إسرائيل!!! ولذلك فهم آمنون مطمئنون بغض النظر عن الدم البريء والأطفال والصبايا والشباب والرجال والحضارة والإعمار والتاريخ والتراث والكرامة والشهامة والرجولة المهدورة على عتبات الدمار، وعلى عتبات انتظارهم الطويل المزركش بمعادلة من مائة سطر للقول بزوال إسرائيل عام 2022 أو عام 2012م فيكف نقبل أن نستند في إيماننا أو غلبة في ظننا على نبوءات توراتية،؟ خصوصا أن هذه النبوءات جاءت بعبارات غامضة وموهمة، اختُلف في تفسيرها أهل الدين؟؟؟ ولكن ظل العرب يبرمون شواربهم ويرفعون أعناقهم بالعقل والجترات والعطور والشومات فرحين، وبأنهم لا محالة منصورين من الله العلي العظيم الذي سيزيل لهم دولة إسرائيل وهم في الأرائك قاعدين؟؟؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى