الأحد ٢١ آذار (مارس) ٢٠٢١
بقلم علي بدوان

شيخ الفنانين التشكيليين والنحاتين الحيفاوي

عبد قاسم عابدي، شيخ الفنانين التشكيليين والنحاتين ورسم الجداريات في الداخل، وفي مدينة حيفا بالذات، التي تفتّحت عيناه على ارضها قبل النكبة عام 1942 في حارة الكنائس في حيفا التحتا. هو خالي شقيق والدتي المرحومة لطفية قاسم عابدي، صاحب الحضور على أرض وطنه، ومدينته، منذ اوائل ستينيات القرن الماضي عبر جريدة الإتحاد الحيفاوية، ومعها مجلة الجديد. وقد اقام معرضه الفني الأول في مدينة يافا عام 1964. وشارك في السنوات التالية بنحو ستين معرضاً فنياً في الداخل وفي بلدانٍ عالمية.

أتم دراسته الإكاديمية في جامعة (درسدن) في المانيا الشرقية (في حينها)، وقد اختص بـــ "التصميم الغرافيكي الفني ورسم الجداريات". وكان مُصمم وصاحب النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض في بلدة سخنين قضاء عكا في الجليل (استشهدوا لنحيا فهم أحياء)، وقد شاركه الفنان غرشون كنيسبيل في عمله هذا. اضافة الى جداريات وطنية عدة، في (كفر كنّا) قضاء الناصرة، و (كفر مندا) قضاء الناصرة، و (شفاعمرو) قضاء حيفا، وتصميم وانجاز جدارية لقبر المرحوم (اميل حبيبي). ورسم لكتب ونصوص كتبها اميل حبيبي، انطوان شماس، محمد علي طه، سلمان الناطور، سميح القاسم ... ولم تبخل ريشته، وادواته الفنية، في رسم مأساة الشق الأخر من شعبه، بمن فيهم شقيقته، في مخيم اليرموك بعد نكبته الكبرى الثانية نهاية العام 2012. فأهدى كتابه الى شقيقته الطاعنة بالسن التي تهجّرت من مخيم اليرموك وخرجت منه تحت وابل النيران وقذائف الهاون، وهي التي سبق وأن عاشت وتهجّرت في نكبة 1948.
لن تبخل يديه، ومواهبه، في تدوين نكبة شعبة بالصورة والرسم، والنحت وكل أدواته الفنية، وقد عاش تجربة اللجوء وهو في عمر الطفولة من الكرنتينا (بيروت) الى المية مية (صيدا) الى جامع الصابونية بحي (الشاغور براني) بدمشق. قبل أن تعود الأسرة الى حيفا، التحاقاً بالوالد (جدي) الذي بقي على أرض مدينته بعد سقوطها واحتلالها في 22/4/1948.

عبد عابدي، الوفي لوطنه، ولشعبه، وفي كتابه المؤثر "إلى لطفية" يشمل رسومات معرضه "إلى لطفية، شقيقتي في مخيم اللاجئين اليرموك". لطيفة قاسم عابدي إبنة مدينة حيفا، التي أصبحت لاجئة في مخيم اليرموك في سوريا مع الآلاف المؤلفة من اللاجئين الفلسطينيين عام 1948، ومرة ثانية عام 2012 في محنة اليرموك والمقتلة السورية. وقد توفيت في حزيران/ونيو 2020.

الفنان عبد عابدي، مثابر من حيث الموضوع والأسلوب الفنّي، حيث تمحورت في شخصيات لاجئين ونُفذت بأسلوب واقعيّ اجتماعيّ وبوسائل فنية غرافية مثل رسومات، طباعة حجر ونقش ترافقها نصوص سياسية وأدبية تتناول مسائل العدالة والأخلاق... وأنتج مجموعة لافتة من الرسومات، الطباعات الحجرية وأعمال النقش، التي خصّصها بمعظمها الساحق للنكبة أو للاجئين الفلسطينيين. وهناك عدد من أعمال اللاجئين، التي أنتجها في ألمانيا الشرقية وأصدرها عام 1973 في مجموعة مؤلفة من 12 عمل طباعة بالأسود والأبيض.
ملحق (عنوان البوستر الى شقيقتي في اليرموك + صورة جدارية شهداء يوم الأرض + صورته مع الشاعر محمود درويش في حيفا أوائل ستينيات القرن الماضي).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى