الجمعة ١٢ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم فراس حج محمد

صديق طِيبِ البال

القصيدة السادسة من مجموعة قصائد «أميرة الوجد»

أين الهدوء وأين طيب البالِ
قد خربتني خيبة الآمالِ
 
قد آلمتني نزعة مشقوقة
من ضلع هم العيش والأحوالِ
 
والسم ينقع في العروق كأنما
الثعبان ينفث نفثه ويوالي
 
والوقت مقتول بضيق مشاغلٍ
والواجبات تكدست بخيالي
 
أنى نظرت رأيت شيئا ناقصا
والهم كل الهم في الإكمالِ
 
كيف التمام لصفحة مكتوبة
درست معالم سطرها بخبالِ
 
يا ليتني ما كنت يوما قارئا
أو كاتبا أو عارفا بمجالِ
 
فالواجبات السيئات حصارها
مثال السوار تنوء بالأحمالِ
 
جبل على جبل يرنح كاهلي
حتى توالت كومة الأجبالِ
 
رضخت عظامي تحت وطء سنابك
وتولهت روحي بشد حبالِ
 
رفض الكيان الحر كل قيوده
ما نفع رفض عابث قتالِ
 
جودي علينا يا سماء ببعض ما
وتصدقي، فالخير في الإقبالِ
 
نامت على شفتيّ بعض مطالب
وغفوت أحلم بالرضا والفالِ
 
وصحوت مثل الريح والريح صحت
قد بعثرتني في مدى متتالِ
 
ألله يرحمني ويرحم غربتي
ويشد فيّ العزم غير مُبالِ
 
ويمدني بالنور يقتل ظلمتي
فيشع درب واضح الأشكالِ
 
وأسير نحو النبع أشرب عذبه
يروى الظما ويعاد سكب الحالِ
 
وأهيئ النفس الرضية للمعاشِ
ِأقضى الحياة بهدأة المحتالِ
 
إني رضيت من الحياة بصفرها
لا الجاه أرجو، تاركا للمالِ
 
أرجو الكفاف فلا عليّ وليس لي
هذا الهدوء ومطمح الآمالِ
 
والواجبات الشاخصات بعريها
لبست متون التم والإعمالِ
 
ضحكت دفاتري الخبيثة بعدها
رضيت بفعل فاق كل فعالِ
 
وتسنمت فيّ الخلاص من الأذى
وترنحت طربا لحسن كمالِ
 
وتجهزت بالدفتين مزانة
وتشدقت بالقول من أقوالي:
 
هذا الهدوء، صديق طيب البال
حكم جرى في روعة الأمثالِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى