الجمعة ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٢٢
بقلم علي بدوان

صوت فلسطين وحديث أبو سليم

محمد عارف لوباني (أبو سليم) أو محمد عارف لوابنه، من مواليد المجيدل قضاء الناصرة عام 1920، ومن لاجئي فلسطين في سوريا التي وصلها عام 1948 وأقام في جوبر بضواحي دمشق ومنها لليرموك عام 1958.

لجأ من فلسطين الى سوريا تاركاً جميع أشقائه الذين مازالوا الى الآن في الحارة الشرقية من مدينة الناصرة ومعهم أجيال متتالية من الأحفاد بعد أن دمرت قريتهم (المجيدل) عام النكبة، وأقيم على أنقاضها مستعمرة (مجيدل هاعميق).

أبو سليم، أعرَفَ من أن يُعرّف. فهو صاحب برنامج يومي في إذاعة صوت فلسطين بدمشق بدأ بتقديمه من إذاعة دمشق عام 1959 (العام الذي تفتحت فيه عيناني على نور الحياة)، ولم يتوقف إلا مع رحيله عام 1997. وأي برنامج، برنامج الإنشداد لفلسطين الذي كان يستقطب الجمهور الواسع من المستمعين تحت عنوان (حديث ابو سليم) وهو البرنامج المحكي باللغة العربية واللهجة الفلسطينية الجليلية النصراوية، التي تحاكي لهجة الأكثرية الساحقة من فلسطينيي سوريا ولبنان، الجليل والشمال والساحل الفلسطيني.

برنامج (حديث ابو سليم) كان كاتبه هو نفسه أبو سليم الرجل الشعبي الفلسطيني الذي كان يستعير من الحدث اليومي مادة برنامجه رابطاً إياها مع التاريخ الفلسطيني، ومطلقاً من خلالها مساحات الأمل الواسعة أمام أبناء فلسطين من أجل العودة لأرض الوطن طال الزمن أم قصر.

أبو سليم، كان له ايضاً حلقة أسبوعية خاصة تحت عنوان (ليلة الجمعة) يقدمها يوم الخميس من كل أسبوع ليلة كل يوم جمعة، وهو عبارة عن حوار درامي فلسطيني خالص يتم من خلاله إستعادة الوقائع الفلسطينية الحية وربطها بالواقع.

كان يُشاركه بحلقات (ليلة الجمعة) الفنان الفلسطيني فتحي صُبح بدور أبو صالح، والفنانة الدمشقية نجاح عبد الحفيظ بدور أم صالح، حيث توارثت الدور عنها الأخت سميرة جبريل. وفي (ليلة الجمعة) كانت المادة الدرامية المخلوطة بالسياسة من كتابة وتدوين المرحوم أبو سليم محمد عارف لوباني.

كَتَبَ أبو سليم العشرات من الأغاني التراثية والوطنية الفلسطينية لإذاعة دمشق، حيث لحنها وأنشدها فتحي صُبح ومحمد البكار، ومنها أغنية كانت ومازالت محببة عند الكثيرين، ومنها المقطع التالي:

ياطير الطاير يارايح عالديرة ... تحميك عيوني وتصونك عين الله
زور البيادر ومر عالطيرة .... زور الجاعونة سايق عليك الله
قل للمجيدل يادار خلاني ... حامل سلامي للأهل والديرة
والله يامسافر شعلانه هالغيرة
فلسطين بلادي حلوة ياماشاء الله
ميل ع صفد حوِّل ع طبريا
لعكا وحيفا سلم عبحرها
و لا تنسى الناصرة هالقلعة العربية
بشر بيسان برجعة اهلها
..........
رحم الله محمد عارف لوباني (أبو سليم) فقد كان علامة من علامات مخيم اليرموك، وذكرى وطنية راسخة في مشوار اللجوء منذ عام النكبة. والشكر لأبنائه، ومنهم الأخ عارف لوباني المقيم في بلادٍ بعيدة، والذي اتصلت معه اليوم من دمشق 4/4/2020.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى