الثلاثاء ١٠ شباط (فبراير) ٢٠٠٤
إحدى القصائد التي شاركت في مسابقة ديوان العرب للعام 2003
بقلم معروف موسى

صورة الهوى

وهبتُك أشيائي الجميلاتِ مَوْلاتِي
محبًا، فلا عزّت جميعُ العزيزاتِ
وأَكْثَرْتُ فيك الشّعرَ معنىً وصورةً
وأوفدتُ قلبي قارئًا لك آياتِي
وغنّيتُ حُسْنَ الوجهِ أغنيةَ الهوى
ولملمتُ حُمْرَ الوجنتينِ بلمْساتي
أنا، إن تنمْ كلُ الجوارحِ، لا تنمْ
عيوني، وكيف النومُ قبل المناجاةِ

*****

فلسطينُ، حُلْوُ الحُلوِ دونَكِ مُرُّهُ
وشدْوُ شجيِّ النّايِ فَيضُ معاناتي
ألا أَرَقُ الأسحارِ عنّى مضاجعي
وأَوْدى فؤادي بعدما سرَّ آهاتي
ولم يجْنِ بي طولُ الفِراقِ عزيزتي
سوى جفِّ دمعي وازديادِ عذاباتي
ومن قال إنَّ اليومَ ليلٌ وصبحهُ
فلا الليل أمسى، أو تَراءَت نهاراتي

*****

فلسطين يا جرحَ الفؤادِ تبسّمي
لعلّ يداوي الجرحَ بعضُ ابتساماتِ
يحرِّكُ ثغرَ العاشقين تنهّدٌ
ألا اشتعلي، إنّي وهبت الهوى ذاتي
ويطربني صوتُ الحبيبِ فأطربي
وهبّي، فقد خلّفت للبحر موجاتي
ورشّي حكايا العشقِ في كلِّ جانبٍ
فليس يموت العشقُ بين الحكاياتِ

*****

فلسطين ما لاحت بدونِِك أنجمٌ
ولا سكنت شمسٌ ظلالَ السماواتِ
وما عانق المشتاقُ صدرَ حبيبِه
ولا حلّقتْ أحلامُنا كالفراشاتِ
وما ابتسم الفجرُ الضحوكُ لليلِنا
ولا زقزق العصفورُ عند الصباحات
وما أبْصَرَتْ وجهَ الحبيبةِ مُقلتي
ولا أبقتِ الظلماءُ زيتًا بمِشكاتي

*****

فلسطين يُدميني بعادُك والنوى
وأبكي وكم تبكي من الآهِ أنّاتي
ويقتلني أنّي يطاردني الرّدى
فأحيا وقد ماتت من السُمِّ كاساتي
وأصحو على صوتِ المنايا كأنّها
تغرغرُ أو تشكو إلى الموتِ مأساتي
فلسطين رُدّي فيضَ دمعِك علّه
يرطّب دمعُ الفيضِ آخرَ لحظاتي

*****

تذكّرني فيّ الطفولةُ أنّني
صغيرُك أحبو نحو غيثِ السحاباتِ
وأذكر أيّام الطفولةِ أنني
رسمتُ بِوَحْيِ الطّيفِ أجملَ لوحاتي
وأنّي إذا ما الليلُ أَقْبَلَ نحوها
أعانقها حتى يُرى فجرُها الآتي
وأصرخ في الآفاق إنّي رسولُها
أوزّع بين العالمين رسالاتي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى