الأحد ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
رواد الأدب فى فلسطين
بقلم عبد القادر ياسين

عارف العزونى

قاص، وروائى، وصحفى فلسطينى، ولد فى يافا سنة 1896، وتلقى علومه فى مدرسة الفرير الفرنسية فى مسقط رأسه، فيما أكمل دراسته الثانوية فى مدرسة عينطوره بلبنان، وبعد تخرجه عاد إلى مسقط رأسه، من جديد ليشتغل فى الأعمال الحرة، فضلاً عن عمله فى حقل التعليم، مدرساً فى المدرسة الرشيدية بيافا 1912، وفى مدرسة العلوم الإسلامية، ابتداءً من السنة التالية.

أخذ يكتب فى صحف يافا (فلسطين /الدفاع / الحرية) كما كتب فى بعض الصحف المصرية، مثل "السياسة الأسبوعية " ثم راسل يومية "الأهرام" القاهرية، ثلاث سنوات متصلة.

انخرط فى العمل السياسى، واختار اليسار فى هذا الميدان لذا ليس غريبا أن العزونى كان من الرواد الذين نبهوا للخطر الصهيونى، ونواياه الاستعمارية التوسعية.

إلى ذلك دلف العزونى إلى الأدب من باب القصة، وسرعان ما أصدر مع محمود سيف الإيرانى مجلة "الفجر" الأدبية الأسبوعية (1935)، لكن العمر لم يمتد بهذه المجلة طويلا. رغم أن الكثيرين يعتبرونها، بحق أهم مجلة أدبية صدرت فى فلسطين، قبل نكبتها (1948).

ألف العزونى، وترجم ما يربو على التسعين قصة، نشرها فى صحف ومجلات مختلفة. وإن كانت أسرته أحرقت ما جمعه من القصص التى نشرها. وجاء الإحراق بسبب خشية الأسرة من أجهزة الأمن المحلية، ثم من سلطات الاحتلال!.

خلال سنى الحرب العالمية الثانية (1939-1945) اعتقلت سلطات الانتداب البريطانى أديبنا، بتهمة نشر دعايات ضدها!.

أوصلته نكبة 48 إلى نابلس، ليعمل فترة فى يومية "فلسطين" التى نقلت صدورها من يافا إلى القدس، مضطرة بعد احتلال الأولى.

كما واظب على الكتابة لإذاعات عمان، والقدس، ولندن، والشرق الأدنى، وصوت أمريكا.

عين مدرسا فى مدارس وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) قبل أن يتولى أمانة مكتبة مدينة نابلس.

توفى فى نابلس، فى تشرين الثانى/ نوفمبر 1961، مخلفا خمس مخطوطات، لم تنشر.

بعد ثمانى وعشرين سنة من وفاته، قام ولده الوحيد، نبيل، بنشر كتاب عن والده، حمل اسم: "عارف العزونى" رائد من رواد الأدب الفلسطينى".

ولا يزال هذا الرائد فى أمس الحاجة إلى من يجمع تراثه! ويحفظه للأجيال القادمة، فى خزانة "ذاكرة فلسطين" التى يتكالب عليها الأعداء، فى سبيل محوها، ليؤكدوا للعالم، بأن فلسطين كانت أرضا بلا شعب!.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى