الثلاثاء ١٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم خالد مزياني

عاشـق الكمـان

أيها الكمان الغالي
هناك على تلك الأرض البعيدة
حيث تسكن الغيوم بلا مطر
و ينام الليل بلا قمر
وخلف الشباك الحديدي
في غرفة تحت الأرض
بلا ضوء ولا قمر
تنام قصيدتي بلا حرير
و لا أساور
تأكل بلا شوكة ولا سكين
و ترسم على الجدران بالأظافر
هناك قصيدتي تنام
والسياف خلف الباب
يقتلها لو مسها الهواء
أيها الكمان الحزين
رفيقي ..
أخبر مهجتي أني على العهد
و قريبا سيحتفل الناس
كل الناس
في الحصن الحصين
بعيد الميلاد
 
وأنه حين يسكر الحرس
و ينام العسس
سأتسلل إلى القصر
أحطم باب الأسر
أخبئك في عيني
أركب الريح نحو بلادنا
حيث العشب أخضر
والماء أخضر
والهواء أخضر
أتسلق سور الحصن العالي
أتعثر بحصاني
يحاصرني من حرموا شرب الخمر
قبل ساعة الصفـر
الرياح الغزيرة أمامي
السور العالي خلفي
الليلة لا مفـر
أسكنيني للأبد
واشتعلي نارا دافئة
لسنين آتية لا شمس فيها
وعلى حبك أحيا
وعلى حبك أموت
أيها الكمان الغالي
أخبر قصيدتي .. مات الشاعـر
أغتيل الشاعـر
وألف قصيدة بلون عينيك
نمت فوق جسدي
فوق المشاعـر
واكتب في الدفاتر
أن الوردة للعاشقين
تموت في يد الساحر
أيها الكمان الغالي
سيسألك عني الأهالي
لا تقل مات الشاعـر
لا تقل أغتيل الشاعـر
قل: الشاعر يرقد هناك
ومن كفيه تولد الزنابق
ومن عينيه تروى الحدائق
سيسألونك عن قصيدتي
وقصيدة كل العرب
لا تقل احترقت القصيدة
لا تقل ماتت بموتي القصيدة
بل سقطت من بين أصابعكم
كما سقطت عروبتكم
في ليالي النغم الأزلية
وقل لأمي التي تبكي
تحت شرفة القمر
و تسأل من غير لون السماء
و من سرق نجوم السماء
قل لأمي
أبنك يقرئك السلام
ابنك العاشق البطل
ما يزال الهواء يرئتيه
يصفـر تبا أبا لهب
وما تزال القصيدة خنجرا
تذبح .. تذبح
عنق أبي لهـب.

القصيدة من ديوان : احبـك


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى