الاثنين ٢٢ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم أحمد مظهر سعدو

عبد الحليم حافظ.. حكاية شعب 

قال المطرب الكبير والراحل عبد الحليم حافظ مرة:

 إن كل أملي في الحياة أن تخرج أغانينا إلى العالم على هيئة قصص، واحدة تروي قصة النيل، وأخرى تروي قصة الحب في بلادنا، وثالثة تصور كفاح ومعارك الوطن حتى يعرفنا العالم ويرانا على حقيقتنا من خلال أغانينا وموسيقانا.

وتأسيساً على هذه الكلمات اشتغل العندليب وبلبل الأغنية الوطنية والثورة الناصريـة لينتج أجمل الأغاني العشقية للحبيبة والوطن والأمة.. حيث يحكى أنه وأثناء العمل لإنجاز أغنيته المشهورة «حكاية شعب» التي تحدثت عن السد العالي فقد ألغى عبد الحليم مواعيده فجأة وامتنع عن الطعام وعاش على الشاي والكيك، ورفع سماعات الهاتف المنتشرة فـي بيته حتى لا تشغله واحدة مـن المعجبات أو المعجبين عـن «حكاية شعب».. هذه الأغنية العظيمة التي أرخت للسد العالي كمنجز تاريخي قل مثيله في تلك المرحلة من تاريخ الأمة العربية.. فقد كانت نشيداً وطنياً بل أوبريت يروي قصة السد العالي كمنجز مهم للقائد جمال عبد الناصر، فأوقف عبد الحليم العمل في الأفلام وحبس أحمد شفيق كامل مؤلف الأغاني، في غرفة الاجتماعات ليكتب القصة كما يتخيلها عبد الحليم.. حيث لحنها الموسيقار كمال الطويل وغناها حليم، فاستطاع عبرها أن ينشر حكاية السد العالي في كل بيت عربي عن طريق الراديو وسواه.

بهذه الأجواء وهذا الجهد والتصميم استطاع أهل الفن الحقيقي ومنهم عبد الحليم أن يخلدوا أغانٍ وطنية لا تمحوها السنون، بل خلدت الحكاية حكاية السد العالي وبقيت في أذهان الأجيال حتى يومنا هذا وستستمر ما بقيت أفكار وأعمال جمال عبد الناصر الوحدوية القومية الأصيلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى