الخميس ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

عبد الرحيم منصور وبعض وطنياته

الشاعر الكبير منصور ابن محافظة قنا وابن مصر كتب كثيرا للوطن ففي عام 1971 كتب أغنية ياأم الصابرين ولحنها الموسيقار بليغ حمدي وغنتها شادية في حفل أقيم في شهر يوليو عام 1971 كما غنتها في الحفل الذي أقيم بدار سينما ريفولي يوم 4 نوفمبر عام 1974 ويوم 6 أكتوبر عام 1973 الموافق 10 رمضان 1393هـ استمعت صفية شقيقة الموسيقار بليغ حمدي إلى نبأ عبور قواتنا المسلحة قناة السويس واقتحام خط بارليف لتحرير سيناء من العدو الإسرائيلي الذي احتلها عام 1967 فأسرعت إلى غرفة شقيها بليغ حمدي وأيقظته من نومه في فرحة غامرة وقالت: انهض يا بليغ مصر كلها فرحانة لقد عبر الجنود قناة السويس خلاص النصر أتى.. قم وشارك.

على الفور ارتدى ملابسه واتصل بالشاعر عبد الرحيم منصور والإذاعي وجدي الحكيم وأخبرهما بأنه سيقابلهما في الإذاعة وعندما وصلها وجدها مغلقة وعرف من وجدي الحكيم أنهم سيكتفون بالأغنيات القديمة لأنه لا توجد ميزانية ولكن بليغ طلب من وجدي الحكيم أن يفتح له الاستوديوهات فوقع وجدي في حيرة شديدة وهداه تفكيره للاتصال بالإذاعي محمد محمود شعبان الشهير ببابا شارو رئيس الإذاعة وتأخر الرد مدة وهنا قال بليغ لوجدي الحكيم: اسمع يا وجدي أمامك خمس دقائق من الآن إذا لم استطع دخول الإذاعة سأُبلَغ شرطة النجدة.. أنا من حقي أن أشارك وأحمّس الناس إن دوري لا يقل عن دور هؤلاء الجنود الذين يضحون بالغالي والنفيس ويهبون أرواحهم لأجل وأنا أُمنع هنا عن أداء دوري..أعمل حاجة يا وجدي.. أرجوك.. فسمع بابا شارو بما حدث فأتصل بالدكتور محمد عبد القادر حاتم وزير الدولة للثقافة والإعلام في ذلك الوقت فسمح له بدخول الإذاعة مع الشاعر عبد الرحيم منصور.

بعد وقت قليل من قيام المعارك أتصل أيضا الشاعر محمد كمال بدر بالإذاعي وجدي الحكيم مسئول الغناء بالإذاعة وأملاه الأغنية التي كتبها ويقول مطلعها:

التار.. التار.. نده علينا
جيبنا السلاح وجينا
لشطنا الجريح..
ورملنا الحزينة
وبالأحضان بالأحضان ياسينا.

على سلم الإذاعة بماسبيرو كتب الشاعر عبد الرحيم منصور بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله.. مستلهما من أن الإنسان عندما يقوم بعمل يبدأ بقوله بسم الله وأيضا الله أكبر في الآذان وكان الموسيقار بليغ حمدي يلحن كل مقطع فور قيام عبد الرحيم منصور من كتابته وعندما استمع محمود محمود شعبان الشهير ببابا شارو رئيس الإذاعة بالكلمات واللحن 4 مرات قال: (ما أعرفش الواد بليغ ده بيطلع الحاجات دى إزاى؟)

قام بليغ حمدى وعبد الرحيم منصور ووجدى الحكيم ومهندس الصوت وعامل البوفية بتسجيل الأغنية الساعة 3 صباحا وبدأت الإذاعة في إذاعتها حتى حضرت المجموعة وسجلته الساعة 9 صباحا وذات مرة كان الموسيقار بليغ حمدى أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون فشاهد مجموعة من طلاب المدارس يغنون نشيد بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله.. فغمرته السعادة.
يوم 7 أكتوبر عام 1973 كتب توفيق الحكيم افتتاحية جريدة الأهرام بعنوان (عبرنا الهزيمة) وتوقف بليغ حمدي عند قول توفيق الحكيم: (لقد عبرنا الهزيمة بعبورنا إلى سيناء ومهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم هى الوثبة وهى المعنى بأن مصر هى دائما مصر.. تحسبها الدنيا قد نامت لكن روحها لاتنام وإذا هجعت قليلا فإن لها هبة ولها زمجرة ثم قيام وقد هبت مصر وزمجرت ليدرك العالم إنها في لحظات تستطيع أن تصنع المستحيل) كان بجوار بليغ حمدي وهو يقرأ الافتتاحية الإذاعي وجدي الحكيم فقال له: إيه رأيك ياوجدي لو عملنا الافتتاحية دي أغنية ؟ فتبسم وجدي وقال: فكرة ممتازة وهاهو عبد الرحيم منصور معنا فاتجهوا إلى توفيق الحكيم في الأهرام وأخبروه أنهم سوف يقدموا أغنية بعنوان (عبرنا الهزيمة) ففرح خاصة أنه علم أن الفنانة شادية سوف تغنيها وبدأ تسجي الأغنية وعندما إذاعتها الإذاعة غمرت السعادة قلب توفيق الحكيم وبعد نجاحها قال: إن أداء شادية كان عظيما وأعطى للافتتاحية مذاقا خاصا وأقول كلمة واحدة للميئولين.. حافظوا على بليغ حمدي.
أيضا غنت الفنانة شادية (عبرنا الهزيمة ) فى حفل أقيم بنادى الجلاء فى الثالث من أكتوبر عام 1974م.

يوم 8 أكتوبر عام 1973 حضر الإذاعي حمدي الكنيسي من جبهة القتال إلى الإذاعة لعمل المونتاج للتسجيلات التي سجلها لبرامجه الإذاعية فوجد الموسيقار بليغ حمدى والعندليب عبد الحليم حافظ ومجموعة من الشعراء والملحنين في الاستديو خلال استعداد الفنانة وردة لغناء وأنا على الربابة فسألوه عن أخبار جبهة القتال ؟ فقال: قواتنا تتقدم داخل سيناء وتم تدمير اللواء 190 مدرع الإسرائيلي وأسر قائده عساف ياجوري فعمت الفرحة في المكان ثم قال الموسيقار بليغ حمدي للإذاعي حمدي الكنيسي: قف بوضعك هذا بجوار مهندس الصوت أثناء غناء وردة حتى تعيش الحدث وهى تغني وغنت الفنانة وردة الجزائرية من كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور وألحان الموسيقار بليغ حمدى (وأنا على الربابة بغني) وبعد الأسبوع الأول من المعارك ذهب الإذاعى وجدى الحكيم إلى جبهة القتال لرصد تأثير الأغنيات على معنويات أبطال مصر فقال له البطل تحسين شنن: أنتم عملتم عملاً رائعاً.. فالجنود يتابعون الأغنيات من خلال الراديو الترانزستور لدرجة أن أحد الجنود بعد تدميره لدبابة إسرائيلية صعد إلى أعلى برجها وقال: وأنا على الربابة بغنى، وأيضا عندما كان الإذاعي كامل البيطار في مدينة السويس لنقل الرسائل الإذاعية للإذاعة لاحظ الصدى الطيب لأغنية وأنا على الربابة بغني.

أيضا غني المطرب السوري موفق بهجت (ياجندي بلادي يابطل) كلمات عبد الرحيم منصور والحان الموسيقار بليغ حمدي وقام المطرب موفق بهجت بتسجيل الأغنية يوم 16 أكتوبر عام 1973 وسُجلت واعتمدت يوم 18 أكتوبر 1973م.
في عام 1975 كتب الشاعر عبد الرحيم أغنية (قومي يامصر ) وتعرف أيضا بـ (يامصر يابلادي) ولحنها بليغ حمدي وغناها عبد الحليم حافظ عام 1975م.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى