الثلاثاء ١٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٣
بقلم إبراهيم جوهر

عبد الناصر صالح في «مدائن الحضور والغياب»

في قراءتي الأولى لمجموعة قصائد الشاعر (عبد الناصر صالح ) التي حملت عنوان إحداها (مدائن الحضور والغياب) وجدت اغترابا، وشكوى، وحزنا.

وجدت أملا كامنا بين الكلمات، وافتقادا لحضور أشخاص ومواقف وتاريخ.

كان الحزن يمشي بين الجمل ، والاغتراب يطل برأسه وهو ينقل حالا جديدا لم يوفر للشاعر أفقا.

الشعراء يضيقون بالأقفاص. الشعراء يغنون للحرية دائما.

شكا من رتابة الحياة، والعمل الوظيفي، والرؤية الفقيرة للحياة.

ثم انتبهت لعنوان المجموعة فإذا به يحمل ما يشير إلى الحضور الغائب، فرجعت إلى الهيكل الذي ضم القصائد وإذا بها ترثي فدوى طوقان، وتستحضر عزت الغزاوي، وتخاطب كفر قاسم.
تبكي من رحلوا وغابوا، وتبكي من بقوا في بقائهم ومن بقوا في غيابهم.

نبرة الحزن غالبة على صور الشاعر، لكنه حزن غير كسيح، والحزن ألوان ومعان وغايات.
الشاعر في حزنه الشعري يعيب مواقف ومبادئ ليشير إلى أضدادها الفرحة المحملة بالكرامة والأحلام.

قراءتي الأولى لمجموعة الشاعر (عبد الناصر صالح) أعادتني إلى أسلوبه الجميل ولغته الشعرية المكتنزة بالدلالات والصور، وهو يتناص مع آخرين ممن سبقوه في درب الشعر والحزن وانكسار الأحلام ولم يستسلموا.

الوظيفة الرسمية للشاعر لم تصادر صوته ولا لغته فواصل غناءه على أوتار روحه غير الملوثة كما فعل غيره.

( صدرت المجموعة عن : بيت الشعر في رام الله سنة 2009م.)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى