الأربعاء ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
باحث في شؤون الاستيطان:
بقلم زينب خليل عودة

عبرنة آلاف المواقع الفلسطينية

ذكر الباحث في شؤون الاستيطان في مدينة القدس، أمين سر جمعية القدس للرفاه والتطوير هايل صندوقة، إن عدد المواقع الفلسطينية التي تمت عبرنتها على مدى نحو 125 عاما، هي سبعة آلاف موقع، منها أكثر من خمسة آلاف موقع جغرافي، وعدة مئات من الأسماء التاريخية، وأكثر من ألف اسم للمستعمرات.

وقال الباحث: (إن هذا كله تم على يد لجنة كانت الوكالة اليهودية شكلتها سنة 1922 لهذه الغاية، والتي مارست عملها وأصبح اليوم عدد أعضائها أربعا وعشرين من العلماء اليهود في شتى الاختصاصات).

وأكد صندوقة أن هذا التغير في عملية الطمس للمعالم التاريخية ومحو الأسماء يعود إلى محو الهوية التاريخية والوجودية والوطنية الفلسطينية الموجودة على هذه الأرض، بهدف زعزعة الذاكرة الفلسطينية، علما أن ليس لليهود تاريخ حضاري ولا أحقية تاريخية أو دينية على الأرض الفلسطينية، لذا قامت بعملية طمس للتاريخ العربي الإسلامي والحضارات السابقة والادعاء بأن لليهود حقا تاريخيا يربطهم أيضا من ناحية دينية بأرض فلسطين، وكان التغير الأكبر العمل على شطب كلمة القدس وكتابة كلمة ’يروشلايم’ العبرية، حتى أن الحرم القدسي الشريف أصبح اسمه هار هبايت عخشاب (جبل الهيكل).

وتابع: هناك العديد من الأماكن والمعالم الموجودة في مدينة القدس تم استبدال أسمائها العربية والتاريخية بأسماء يستخرجونها من كتبهم القديمة لا علاقة لها بهذه الأماكن أو تسميتها بأسماء زعماء لديهم.

وأكد على بعض النماذج الواضحة كأسماء الشوارع التي تغيرت إلى أسماء عبرية، وكذلك أسماء الأحياء والبنايات التاريخية، إضافة إلى أسماء التلال والجبال والأراضي التي تقوم عليها مدينة القدس، وهكذا أصبح المتجول في القدس يقرأ أسماء على اللافتات وفي الطرقات لا علاقة لها بما نعرفه عن مدينة القدس، مثل: عطروت، راموت، بسغات زئيف. أما أسماء الأحياء في القدس، فتم أيضا تغييرها مثل حي الساهرة، هيرودوس/ سلوان، كفا هشلوح/ راس العامود، معالية هزيتيم/ الشيخ جراح، قرية الصديق شمعون/ حي المصرارة، نيسان بك/ عقبة الخالدية، الحشمونئيم.

أما الجبال والتلال والأودية، فقد تغيرت، ومثال ذلك جبل أبو غنيم/ هارحوماه. وكذلك المنازل التي جاء تغيير أسمائها كالتالي: دار الترهي، بايت الحنان/ بيت الزرو ورفيقة السلايمة، بايت ديسكين/ دير مار يوحنا، نؤوب دافيد وكلها في البلدة القديمة من القدس وهي نموذج صغير مما تم تغييره.

وأضاف صندوقة أن منظمات الاستيطان تعمل حاليا عل إحاطة المدينة القديمة بتسع حدائق -مساحات وممرات مشاة ومواقع لتغيير الحالة الراهنة في المدينة على نحو كبير، ويجري الآن بناء الحدائق التلمودية التسع بدعاوى أساطير توراتية، وبناء على ذلك اقتطعت السلطات الإسرائيلية مساحة 1800 متر مربع من مقبرة باب الرحمة التاريخية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية وتحويله إلى ما يسمى بحديقة قومية يهودية.

وتابع صندوقة: إن عمليات التهويد وتغير الأسماء وملامح المدينة لم تقف هنا، بل المعركة انتقلت إلى اللغة ومناهج التدريس عندما وجه وزير التربية والتعليم الإسرائيلي غدعون ساعر ضربة لجهاز التعليم العربي الذي يعاني من التمييز بكافة أشكاله من خلال فرض حصص تعليمية عن الهوية اليهودية والتراث اليهودي الصهيوني، حيث سيدخل هذا الموضوع إلزاميا للمدارس ما بين الصف الرابع والتاسع.

وطالب صندوقة، ومن أجل مقاومة هذه السياسة، الجهود الفردية والمؤسساتية مقاومة هذه الهجمة وضم المزيد من الشخصيات العلمية والثقافية والسياسية إلى المجلس العلمي الفلسطيني الذي أصبح يضم في عضويته أكثر من 400 شخص، وانجاز العديد من البحوث التي تؤكد عروبة الأسماء، مشيرا إلى الجهد المميز للباحث الفلسطيني شكري العارف في مؤلفه (المواقع الجغرافية في فلسطين) الأسماء العربية والتسميات العبرية الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت للعام 2004.

ودعا للتأكيد على الأصل كما حصل في بلدة سلوان عندما افتتح مركز للمعلومات في وادي حلوة للمحافظة على الأسماء العربية ومنع طمس التاريخ والجغرافيا في هذا الحي، وتشكيل هيئة وطنية للأسماء الجغرافية لمواجهة أخطر انتهاك يرتكب بحق الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية.

كما دعا لرفع شكوى من السلطة الوطنية أو الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة ومحكمة العدل ضد الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بتغير الأسماء للمواقع والأماكن الجغرافية في القدس المحتلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى