السبت ٢٤ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم ميسون جمال مصطفى

عدسة وبندقية

إلى فضل شناعة

الأبطال هم عادة مستهدفون، ليس لأنهم فوق العادة، بل لأنهم يحملون بين نبضاتهم وطنا وقضية...

يحمل رشاشه الصغير ويتجه نحو أرض المعركة... هو محارب وعليه المواجهة، يجهز سلاحه، يضع الطلقات السوداء ويسير غير خائف ولا مكترث.

كاميرا مع بعض الأشرطة؛ هي كل عتاده... تتجه العدسة اتجاها لولبيا ناقلة تفاصيل العذاب والدمار بصدق، هي ترى بعينيه وعينيه حتما صادقة.

يكبر الوطن بمقلتيه، فتركض به الأحلام... سأحررها باللقطات السريعة، فلير العالم، فليفهم، هنا غزة... وغزة تحت الاعتقال والحصار...

نظراته في المكان، وعدسته تلاحق الحدث... المشهد واحد قتل يومي بدون رادع، العدو متحد واحد والجرح والدم واحد...

يحبها وهي الحبيية، تضمه لصدرها كل مساء، فيغفو دون أن يفكر في أي شيىء، لطالما اخبرته عن حبها له، وهو قال لها إنه يعشقها حتى الرمق الأخير الأخير.

غزته تحتضر، ما عليه أن يفعل...! لابد من حل سريع، يصوب عدسته تصويبا قاتلا، اليوم سينتصر ويدحر العدو.... !!!!

تسقط عدته، وتطير العدسة محلقة خلفه، ورشاشه الصغير يتوارى عن النظر، بضع دقائق وينقل الحدث عبركل شاشات العالم، ولكن بغير نظراته ولا بجوهرته الثمينة... إذا هو بطل المعركة.... ومحور الخبر....، فها هو اسمه يمر عبر شريط الأخبار... فضل شناعة يتحرك فينا مودعا القتال، حاملا بين نبضاته ياسمينا وغزة ووطن وقصة طويلة من الألم.... هو من فضل الشهادة على حياة الاحتلال.

هم الأبطال عادة مستهدفون، ليس لأنهم فوق العادة، بل لأنهم يحملون بين نبضاتهم وطنا وقضية...

فضل لم تمت... فهناك في ذلك المكان الف فضل وبندقية....

عيناك ما تزالان ترصدان المكان بمدفع وهوية... أنت ابن هذه الأرض الطيبة المباركة... وإليها عدت مرفوعا عبر الأكتاف، مرفرفا في سماء الحرية.

فضل... لن نقول وداعا، فسلاحك ها هنا، وعيناك هناك... إنك وإن رحلت فأنت حي في ضمائرنا... إلى أن تعود النسيمات بوجه القمر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى