الجمعة ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم منتصر منصور

عنقاء تونس

إهداء إلى شعب تونس الحر
أذبتُ النورَ قَبساً يشعلُه جسدي
للعائدينَ من موتٍ أشبهُ
بكسرةِ خبزٍ يبلّلُها دمي
كنفيِ عمري ورائي
بسطةً في السوقِ
تُبخَسُ روحي
كعُلبةِ سجائرٍ تُتلِفُ
عقاربَ ساعتي.
/ ليست الحريةُ؛ بزةً
عسكريةً مذهّبةً بلونِ المقتْ
/ أو إشارةَ مرورٍ
تنظمُ حركةَ السيرْ
/ هي الّلونُ الأبيضُ
على جناحِ الغرابِ
تشربُ عرقَ الكادحين
فوقَ جسدِ الموتْ
وتعزفُ نشيدَها الخريفيَّ
كورقةٍ يصفرُّ ربيعُها
في تونِسَ الخضراءِ
ينهضُ من فراشِها الغيابُ
كسنبلةٍ تُولدُ من رمادِ الأملِ
تحرقُ جسدَها زهرةً
فوقَ قبرِ الحريةِ،
كلونِ قوسِ قزحَ
يخرجُ من الغيمِ الأسودِ يحيكُ
غدَها فستانَ الفرحِ الجديد
في ليالٍ تسقطُ كالأجرامِ
في الفلكِ البعيد.
تونسُ تمسحُ الشوارعَ
عيناها بدمِ الثوارِ
وتصحو الوردةُ الناعسةُ
من كتفِ القدرْ
لتنجّد صوتَ الحقِ من نشازٍ
علا واستكبرْ.
ما من عزاءٍ لأمٍ
يشربُ الملحُ دمعتَها
غيرُ أملٍ تربّيهِ عصفوراً
أدركَ؛ أنِ اليومَ أطير
بجناحينِ من عصيرِ دمٍ
يلوّحُ للغدِ بلهيبِ جسدِه
كالعنقاءِ من رمادِ روحِهِ
يلدُ شعباً حراً في حُلمٍ يسير
إهداء إلى شعب تونس الحر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى