الجمعة ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم عبد الرحمن الكحلوت

عنيدةْ

هناكْ ...
وخلفَ كواليسِ ليلٍ عتيمْ
وخلف جبالِ الصحاري الفقيرةْ
هنالكَ حينَ تشحُّ الغيومْ
وتجلى النجومْ
ويصبحُ طيرٌ كسيحاً جريحاً
بنهرِ دماءٍ يعومُ ... يعومْ
وتغرقُ أحلامهُ الكمْ صغيرهْ
ويصبحُ يومٌ كأمسٍ يطيرْ
ويشدو على الغصنِ لحناً قديماً
ويكملُ في الكونِ تلكَ المسيرةْ
 
هنالكَ حينَ تضيعُ الحروفْ
وأصبحُ كهلاً فأنسى الهجاءْ
ويُجرحُ خدُّ زهورِ الصباحِ
فترحلُ أنشودةَ الكبرياءْ
وتتركُ قلبي بآهاتِ حبٍ
عديمُ الوفاءِ كثيرُ البلاءْ
وتلكَ التي عشقها جمّا
تجرعتُ في حبها العشقَ سمّا
وكللتُ أيامي غمّاً و همّا
عشقتُ فتاةً بكلِ احتضاري
فأهدتني بعدَ هواي الجفاءْ
أُحبُ فتجرحْ ...
وأعشقُ تذبحْ ...
وتتركُ قلبي كما المومياءْ
تجيدُ التخلّي ...
و تهوى الخيانةْ ...
لقلبٍ أحبّ بكلِّ الوفاءْ
فكانت نهايةَ قصةِ عشقي
دموعٌ تسيلُ ودون بكاءْ
 
هنالكَ خلفَ جبالِ العدمْ
يُحلّقُ رِعنينُ حبٍّ قديمْ
جفاءٌ يفاجئُني كالسديم
يدمّرُ كلَّ الصروحَ العتيدةْ
و يحرقُ أمجادَ كمْ من قرونٍ
قضتْ قبله العمرُ جداً مجيدهْ
 
هنالك تأتي ليالي الألمْ
تدكُّ صروحي
تُشتت روحي
تُضيفُ جراحاً...لتلكَ جروحي
وتقتلُ في المهدِ لبَّ القصيدةْ
فيندثرُ الحبُّ مثلَ الملامحْ
و يُكتبُ تاريخُهُ كالمذابحْ
فتغدو بعيدهْ ...
حروفُ القصيدةْ
وتصبحُ عنّا كثيراً بعيدهْ
فما من كتابٍ سيعرفُ عنها
ولا قد تزيّنُ صدرَ الجريدةْ
وتبقى جراحُ الهوى بالفؤادِ
كيومِ الحدادِ
تعانقُ صمتَ الليالي السعيدةْ
 
هنالك حين الدموعُ تنادي
فهل من مجيبٍ ...؟
ستبقى وحيده
وتبقى تنادي
بصمتٍ تنادي
وتعرفُ كلُّ بقاع البلادِ
بأن فؤادي ...
قد اغتالهُ عنفوانُ العنيدةْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى