الثلاثاء ٢٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم نزار أحمد

عيداً سعيداً يا عراق

ماذا سأرسل يا عراقَ إليكَ
ودمي وروحي والحياة لديكَ
وجميع ما وهب السماء وجدته
والمسك والياقوت بين يديكَ
وقلادة الذهب الثمين وعاجها
مرسومة وشماً على خديكَ
والعنبر المتسلِّق الرؤيا بما
ندت السواقي في قرى جفنيكَ
وعُلاكَ صافيةٌ وليلكَ مقمرٌ
ورباكَ رأسكَ يلتقي رجليكَ
حتى إذا أحلى الحدائق كلها
لملمتها مستأذناً عينيكَ
والله لا تكفي الورود وعطرها
ونخيل دجلة ساكنٌ شفتيكَ
أأكوّرُ الشمس الجميلة في يدي
والضوء متروكٌ على كفيكَ
لم يبقَ عندي غير بهجة دنيتي
علقتها شوقاً على كتفيكَ
أرسلتها كفراشةٍ وجناحها
ثوب الزفاف معانقٌ زنديكَ
عيداً سعيداً يا هناء طفولتي
فمتى أعود الى ثرى أبويكَ
وأقبل الساحات قبل ترابها
وأشمها الأنفاس من رئتيكَ
وأقصّ فيك حروف ألف قصيدة
إنْ أهمس الكلمات في إذنيكَ
أحبَبْتُ فيك أقاربي وعواذلي
قصراً لعمْري لو جفا نهريكَ
أقصَدْتُ قلبي إنْ دنا لِلبانةٍ
في غير داركَ أو علا قدميكَ
إشتقتُ يا وطني إليكَ وهدني
بعد المسافة والبكاء عليكَ
أرجعْ إليكَ أو اتخذْ لنهايتي
وجعاً شديداً والحرائق منكَ
أترى تزفّ خواطف السنوات لي
يوماً أرى الطوفان يبعد عنكَ
عيدٌ وأيّ بدائلٍ للعيد إنْ
طال الحديث ولا لسان لديكَ
الشِعرُ نافذتي إلى ذكرى الهوى
وبدونه لا شيءَ مسَّ يديكَ
ماذا تريد وعندك الدنيا وما
يكفيك ليس سوى اللجوء إليكَ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى