السبت ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم عادل سالم

عيون قيس

في هذه المدينة الجميلة يطيب للمرء أن يتمتع برؤية السماء ساعة المغيب، للألوان الزاهية التي تتركها خيوط الشمس المنسحبة بهدوء على الغيوم المتناثرة ما بين السماء والأرض والتي تشكل لوحات فنية رائعة الجمال لم أنعم برؤيتها من قبل، لذا كنت خلال إقامتي في دولوث أدقق النظر ساعة كاملة كل يوم أمتع نفسي بما لن تراه بعد ذلك عندما أغادر البلد.

كانت النجوم تتناثر بين الغيوم كأنها منارات وسط محيط تنير طريق البحارة المتنقلين من جزيرة لأخرى أو كأنها أضواء شموع تحيط قوارب بيضاء أضاءتها الخيوط المتبقية من ِأشعة الشمس فحولتها لقوارب رومانسية للعشاق والمحبين.

كان وجه قيس يطل وسط هذه القوارب أو الجزر الصغيرة المتناثرة والمختلفة الأحجام والأشكال باسما، متفتحا كوردة حمراء تطفو على سطح الماء تزيد المحيط رونقا وبها.

انسحبت أشعة الشمس، لم يبق منها شيء سوى القوارب وحولها الشموع المضيئة ويطل منها وجه قيس بعيونه التي تشع نور الشمس الذي اختزنته فيها فأضاءت المحيط بقواربه، كخاتم مرصع بالماس يعكس انكسار الضوء فيه وهو في يد عروس ليلة زفافها يلفها الثوب الأبيض وعيون الصبابا والفاتنات حولها يزدنها رونقا وبهاء بتمايلهن وسحرهن.

كتبت في دولوث شمال الولايات المتحدة في شهر آب من عام 2005


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى