الأربعاء ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم مها أبو عين

غدر المطر!

مطر أسود
يسقط على
جبين الجبال الخجلة
المرسومة
بحقول الشمس العارية
يبيد ماءه العذب
ذا الأصول الندية
الممشوقة بنور من
الاّيات الاّسرة
مطر اسود
يهرول الى
حدّ ربيع
عمر الحياة العابرة
مطر اسود
يلفح زهر الأمل
وأشواق الأيام الخالية
مطر اسود
يذوب ويذوب
في صدى الجروح
الاّمرة والناهية
مطر اسود
يصول ويجول
في ركن أجهله كأنه
ارض بلا معالم واضحة
مطر اسود
يدّق سفوح الطيب
ويحوّله الى
شرور دامية
مطر اسود
يخترق يجتاح
ذكرانا مرايانا النابضة
يغتال صورنا لا بل
احلام الطفولة الزاهرة
يقطع الاوصال
والاّهات منه عاجزة
يعلو ويعلو سمّه
كأن الشمس زائلة
لا يدانيه وجع
ولا سيوف كاسرة
مطر اسود
هو رب الالم والتيه
والنجوم ساكنة
هو سرطان الخوف الظلم
والاقمار نائمة
هو الزوايا الواقفة
و الصخور الناطقة
مطر اسود
يقتحم نفوسنا عروقنا
دون انذار مسبق
من ضمائرنا المشلولة
ينفث فيها الى ما لا نهاية
كأن الكون كله ساعة موّثقة
يغزو ضباب الروح
بهالات مبتورة
"يخربش " اجسادنا
اعضاءنا عظامنا
بماء ملون مخثّر
يكسو التلال والصحراء
الرابضة الدانية
مطر اسود
هو ظل امزجتنا بنات افكارنا
نصنعه بأيدينا
دون ادنى رعشة
او تهاليل زائفة
مطر اسود
من شدة كحله وعيونه الماكرة
اصبحنا لا نطيق معه فصولا
وجداول
ليست بالحلوة
صحيح احب المطر
وقاموسي مليئ بأجراسه الماجدة
لكني منذ اليوم
لم اعد اعترف بالمطر
بأسمائه بأسمائنا
في سما الكون المنقبضة !

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى