الاثنين ٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٤
بقلم
فلسفة الرعاة الميتة
براعمي تخترق الجزيرة التي تقيم فيّأصونها كالنجم الحالم بالوطن..بساتيني غارقة في دميأمحوهاثم أصحو فيهالأنها كانت بدايتيلأنها أخذتني إلى ملامح جديدةمن العصب السرّي للكلمات ...وما القصيدة ،سوى تلك الجمرة الروحية للوطنالمعبأ بالآهاتْ ...وما الآهة،سوى تلك الخفقة الملائكيةتنسحب على الروحلتوقظ فينا الـ (أنتم)والـ (نحن)و جنِّيات البحرِينسكبن كالملامح الغريبةفي السفن الباحثةعن ركابها الضائعين ...في زمن الخرابالمختزن في أروقة الحروبالحروب التي لاتستثني وطناًلاتسامح طفلاًلا تتأنى كي تصافحلا تسمع موسيقى الأرواح البريئةوهي تئن في جوف الأرضِمُتعَبةً كملامح الشمس التيتذوب من برودة ألَمها الخانقمن وجع الأرض الطافح بالظلامْ !..* * *الصباحات لا تشبه ذاتهاحين الشمس لاتشبه صباحاتهابل تبتعد كخرفان بلا رعاةوالرعاة ينسكبون كالغمامْ ...بلا لونوبلا ملامح أبَوية...الرعاة خائفون من ملامحهم المندثرةتحت مقابر الخِرافِ الميتةيحدِّقون في الفراغْ ...ولهم أن يتآلفوا مع حقيقة المجد الأعلى للأعشابحيث الخراف نصفها جائعونصفها الآخر،تحت تراب الخرافة الكونية للموتْ ...وهو يأتي على غير هوادةأو منطقٍ مُعلَنْ !للخِراف تصبحالهدف المستباحلمن لاهدف لهمسوى البقاء على مواعيدٍتشبه فلسفة الشيطانفي تعاطيهمع تَبَعية البشر الخائفينْ !!..أين تكمن نهايات البدايات المدمِّرةْ ؟!لاأحد بعد يدرك أو يعلممتىأينأو لماذا!!..لكن تشرُّد الفلاسفةوالمؤرخين في رحلة بحثهم المضني،لاتزال مفتوحة على الأبدْ!!