الثلاثاء ٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
الأستاذ الصحفي بلقاسم بن عبد الله
بقلم عمار بولحبال

في حرقة الكتابة أو كتابات الاحتراق

شيء جميل أن تختصر المسافات بالتفاتة حب ومودة، والأجمل حين يفاتحك ساعي البريد بكتاب من صديق عزيز باعدت بينكما المسافات فاحتراف واحتراق الكتابة يطفئ وهج البعد ويؤسس لزمن الإبداع ولا شيء غير الإبداع. مؤخرا وصلني كتاب الأستاذ الفاضل والصحفي القدير بلقاسم بن عبد الله (حرقة الكتابة) كان بالنسبة لي مفاجأة الموسم.

"حرقة الكتابة" صدر عن مديرية الفنون والآداب لوزارة الثقافة في طبعة أنيقة... حرقة الكتابة أو المغامرة الممتعة يتوزع على 6 محاور متنوعة ومتكاملة، فالمحور الأول خصصه الأستاذ بلقاسم بن عبد الله لحوار الكتابة ويشمل عشر مقالات تتحدث عن لوعة الكتابة وإفرازاتها فهو ينطلق من كون الكتابة مغامرة ممتعة كمقدمة لكتابة، فالكلمة عنده في الأصل والفرع هي مجموعة كلمات ذات مستويات ومنعرجات صعود وهبوط.
أما المحور الثاني فقد خصصه الكاتب لنادي الصحافة، حيث تحدث من خلال هذا المحور عن تجربته في الصحافة الأدبية ونحن كجيل نعترف أن الأستاذ بلقاسم بن عبد الله يعد أحد رواد الصحافة الأدبية الذي احتمت به كثير من الأقلام الأدبية الشابة ، ليرتحل بنا بعدها إلى فضاء متنوع ومميز خاص بعدة مواضيع صحفية كان الكاتب قد اتخذ من قلمه محرابا يصول ويجول في طياتها، معبرا ومنتقدا وموجها، وبعدها يأخذنا إلى عالم الأدباء ومؤانساتهم فمحوره الثالث المعنون بمؤانسة الأدباء من حوارات ولقاءات دارت بينه وبين بعض الوجوه الأدبية كالشاعر الرومانسي نزار قباني وشاعر الثورة محمود درويش وكذلك شاعر التحدي والعصامية أحمد فؤاد نجم وآخرين.

رحلة الكاتب مع الأدباء تبرز تلك الحميمية والتلقائية التي تجمع صناع الكلمة على طاولة الاحتراق. وكان كتاب حرقة الكتابة يؤكد جدلية الأدب والحب فجاء المحور الرابع بعنوان دنيا الحب... المحور ابتدأه بموعد مع الفرح ليصنع نغمة الأمل وكينونة الحياة الدائمة ثم يجول بنا عبر عدة مواضيع كالحب بحر رحب واعتقال شهرزاد ولكنه يختمها بالضياع عبر عاشق ومتسكع محظوظ فهذا الأمل يعيشه كل أديب في زمن الرعونة.
ولم ينس الأستاذ بلقاسم بن عبد الله أن حرقة الكتابة يجب أن تتواصل مع القراءة فجاء محوره الخامس بعنوان – خير أنيس- تحدث فيه عن الكتاب والكتابة، وعن الكتاب الجزائري التدعيم أو الكساد، وكذلك الكتاب الجامعي تدعيمه وتعميمه وغيرها من المواضيع، ويخصص الكاتب آخر جزء في الكتاب للجزائر وبعض رجالاتها فعنونه( أوسمة مجد وخلود) فأبرز جزائر الحب والمجد والثورة العظيمة دون أن ينسى أدباءها المميزين كمحمد العيد آل خليفة ومحمد ديب وعمار بلحسن وسعد الله.

إن كتاب حرقة الكتابة هي رحلة ممتعة في عالم متجانس يرحل بك صاحبه عبر عدة محطات رائعة لا يمكنك النزول من قاربه حتى تصل إلى نقطة النهاية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى