الأحد ٢٧ شباط (فبراير) ٢٠٢٢

قراءة في «دانة» لحسن البطران

محمد المبارك

منذ فترة تعلقت بالكتاب وحب القراءة وقرأت في جوانب ثقافية وأدبية شتى واستهوتني كثيراً قراءة الرواية والقصة، وهنا أضع بين يدي القارئ الكريم قراءة في كتاب قصصي شيق (دانة) للقاص السعودي المتألق حسن البطران والذي يعد من طليعة كتّاب القصة القصيرة جداً في الوطن العربي وهو نائب لرئيس الاتحاد العربي لأندية القصة والسرد في دورته الأولى في الخرطوم وكذلك يعد أو يعتبر أول قاص سعودي وخليجي يصدر أربع مجموعات في القصة القصيرة جداً فضلاً عن أنه صدر له حتى هذا العام (2022م) أكثر من عشر مجموعات معظمها صادرة عن الأندية الأدبية في المملكة البعض منها ترجم إلى لغات أخرى (نزف من تحت الرمال ترجم إلى اللغة الإنجليزية واللغة الأوردية) و (اللجوء إلى الوطن ترجم إلى اللغة الفارسية) وهو كذلك كاتب مجيد له عمود في المجلة الثقافية في صحيفة الجزيرة السعودية تحت عنوان (وتم العناق)، وتمت استضافته في كثير من المهرجانات والأمسيات الثقافية داخل وخارج المملكة.

أما كتابه المراد الحديث عنه (دانة) فهو كتاب صدر عام 2018م عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ويحمل في طياته ما يقارب مئة قصة قصيرة جداً؛ ويتسم أو يتميز أسلوب المؤلف في قصصه بالتكثيف المعروف في القصص القصيرة جداً وكذلك بالقفل المفاجئ بحيث يجعل القارئ يبحث عن المعنى ويفسره بأكثر من احتمال وهنا تكمن اللذة في قراءة هذا النوع من القصص، ويقول المؤلف في إحدى قصصه والتي تحمل عنوان:-

سبحانه
أفرغ ما في جوفه، رآه يتنطط هنا وهناك فظنه فأراً
خرج فأر من مخبئه، فسجد لله شكراً..

وكذلك يمتلك المؤلف قوة في المراوغة في المعنى إن صح التعبير وهو ما يعرف في هذا الفن باسم (المفارقة) فهو يجيده أيما إجادة وعنده براعة في الكتابة بالترميز العالي، وإليك أيها القارئ الكريم بعض النصوص:-

مواكبة
طلبت من أبيها جهاز (آيفون) حاول أن يثنيها عن طلبها بكت.. بكت
ثم قالت: أريد أباً غيرك..!!
سنبلة
تساقطت دموعه على الأرض، حاوره جاره نبتت أشجاراً..!!

غربة
خلعت نظارتها، فلما رآها ..
باع منزله في تلك القرية..

ونختم بأن المؤلف بصدد أعمال روائية وقصصية قادمة يسعى من خلالها لخدمة الثقافة والأدب السعودي.

محمد المبارك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى