السبت ٧ آب (أغسطس) ٢٠٢١
بقلم رامز محيي الدين علي

قريني والنَّمِرُ العربيُّ

شيءٌ عظيمٌ وأمرٌ غريبٌ عجيبٌ أن نرى في بعضِ الممالكِ العربيّةِ جمعيّةً للرِّفقِ بالحيوانِ!! كنتُ أسمعُ وأرى على شاشاتِ التلفزةِ أخباراً طريفةً عن جمعيّاتِ الرِّفقِ بذلكَ الحيوانِ في الغربِ، وكيف يهتمُّونَ بهِ بعد اهتمامِهم بالإنسانِ، فلم أكنْ استغربُ منهم ذلك؟!

لقد أدركَ الغربيُّون منذُ وقتٍ مبكِّرٍ قيمةَ الإنسانِ، فأسَّسُوا الجمعيّاتِ الإنسانيّةَ والاجتماعيّةَ والقانونيّةَ والحقوقيّةَ لحمايةِ حياةِ الفردِ، والدفاعِ عن حرِّيتِه، وصونِ حقوقِه المدنيّةِ. فمن يمنحُ الإنسانَ هذه الأهمِّيّةَ من الحمايةِ والرِّعايةِ، ليس ببعيدٍ عن اهتمامِه إيلاءُ المخلوقِ الحيوانيِّ هذه الدرجةَ من الرِّعايةِ والحمايةِ، يُضافُ إلى ذلك اهتمامُه بجميعِ الكائناتِ وسائرِ الجماداتِ.

لكنْ أنْ يحدثَ مثلُ هذا الأمرِ في شرقِنا العربيِّ، فشيءٌ لا يصدِّقُه عقلٌ، ولا يألفُه نظرٌ، ولا يصبُو إليهِ خيالٌ! فقد كنتُ أستقِلُّ سيارتي بين مدينتينِ في إحدى دولِ الشَّرقِ العربيِّ، وفي الطَّريقِ المزدحمةِ بالسيَّارات، لاحَت لي صورةُ نمرٍ على الإطارِ الاحتياطيِّ المثبَّتِ خلفَ سيّارةٍ عابرةٍ، حديثةِ الصُّنعِ، واقتربْتُ منها بين طابُورِ السيَّاراتِ، فقرأتُ عبارةً جذبَت انتباهِي فوق صورةِ النَّمِرِ: (جمعيّةُ حمايةِ النّمرِ العربيِّ)، فامتلكَنِي شعورٌ غريبٌ، وسرَت في كينونتِي ضحكةٌ مفعمةٌ بالتَّفاؤلِ، ورحتُ أتامّلُ صورةَ هذا النّمرِ والعبارةَ التي خُطَّت فوقَها بالعربيّةِ ونُحتَتْ تحتَها بالإنكليزيَّةِ.

ثمَّ تسارعتْ عواصفُ الأفكارِ ورعودُ التّساؤلاتِ إلى ذهنِي عصفاً وقصفاً: هل السيّارةُ تابعةٌ لمنظمّةٍ دوليةٍ تهتم بالإنسانِ والحيوانِ والنّباتِ والبيئةِ والصّحّةِ؟ أم هي سيَّارة أجنبيّةٌ يعتنِي صاحبُها بالحيوانِ أو منتسبٌ إلى إحدى الجمعيّاتِ التي تُعنَى بحقوقِ الحيوانِ في الغربِ؟ لكنَّ الذي أبعدَ هذه التَّساؤلاتِ عن ذهنِي أنِّي رأيتُ لوحةَ السيَّارةِ، فأيقنْتُ أنَّها تحملُ بيرقاً من بيارقِ العروبةِ، وأن الجمعيّةَ التي تحملُ شعارَها تنتسبُ إلى لغةِ الضَّاد، وهنا أخذَت الأفكارُ والمشاعرُ والتّساؤلاتُ تتراقصُ في كيانِي طرباً، وغمرتْ روحِي نشوةٌ من الإحساسِ بالوجودِ، فأدركتُ أنَّني في عالمٍ أفلاطونيٍّ مثاليٍّ أشبهَ بعالمِ الفردوسِ!

جميلٌ أن تكونَ عندنا جمعيّاتٌ لحمايةِ الحيواناتِ المهدّدةِ بالانقراضِ كالأسودِ والنُّمورِ والفهودِ وغيرِها... وواجبٌ إنسانيٌّ علينا أن نحافظَ على كائنٍ حيٍّ خلقهُ اللهُ ليتمتَّعَ بحياتِه كغيرِه من المخلوقاتِ!

أفليسَ من حقِّ الأسودِ والنُّمورِ والفهودِ وغيرِها أن تحيَا في أمانٍ واطمئنانٍ، ولا سيَّما أنّها تعيشُ في منطقةٍ غيرِ آمنةٍ من العالمِ، كما أنّها ميادينُ تجاربَ للأسلحةِ الغربيّةِ المتطوِّرةِ ذكاءً وعبقريَّةً تستطيعُ أن تستلَّ المجرمينَ من بينِ الأبرياءِ، كما تُستلُّ الشَّعرةُ من العجينِ، لكنَّها غبيّةٌ لا تستطيعُ التّمييزَ بين المجرمينَ والوحوشِ؛ فكانَ لزاماً على عقلاءِ الأمةِ تأسيسُ جمعيّاتٍ ترعى حقوقَ الحيواناتِ وتسهرُ على سلامتِها وأمنِها!

ولكنَّ التّساؤلَ الذي بقيَ يحيِّر فكري، أنا القرينَ، ويقلقُني دائماً هو: أليسَ إنشاءُ جمعيّاتٍ للرّفقِ بالإنسانِ العربيِّ البائسِ المضطهدِ المقموعِ بالنّارِ والحديدِ أهمَّ بكثيرٍ من تلكَ الجمعيّاتِ التي تُعنى بالحيوانِ، أوليسَ الإنسانُ أثمنَ مافي الوجودِ؟! أفليست حمايةُ الإنسانِ العربيِّ من القتلِ والتّدميرِ والنّفيِ والسّجنِ والتّعذيبِ بكلِّ وسائلِ الإرهابِ من صواريخَ ودبّاباتٍ وطائراتٍ.. أهمَّ وأولى من حمايةِ حيواناتٍ ليست مستهدفةً لا بالصّواريخِ ولا بالقنابلِ ولا رمياً بالرَّصاصِ؛ أليستْ جمعيّةٌ تَحمي الإنسانَ العربيَّ من ظلامِ السّجونِ وقهرِ الكلابِ والمرتزقةِ والسفّاحينَ والموتِ تحتَ التّعذيبِ بشتّى وسائلِ القمعِ والقهرِ والطُّغيانِ.. أهمَّ وأفضلَ من جمعيّةِ الرِّفقِ بالحيوانِ الذي لم يُسجن يوماً في زنزاناتٍ، وإنّما صارَ طفلاً مدلَّلاً في حديقةِ الحيواناتِ تحت إمرتِه الخدمُ والحشمُ، يُطعمونَه ويسقونَه وينظِّفونَ مسكنَه، ويستمتعُ بمشاهدتِه الزَّائرون، لكنَّه لا يُبالي بأحدٍ وكأنَّهُ سلطانُ زمانِه؟!

أوليسَت جمعيّةٌ تدافعُ عن حقوقِ الإنسانِ العربيِّ في حرّيةِ القولِ والتّعبيرِ والحياةِ والعملِ والإبداعِ والحُكمِ، وتجعلُه يشاركُ بعقلِه وقلبِه في بناءِ الحياةِ دونَ مواربةٍ أو نفاقٍ تحت إمرةِ سياسةٍ ظالمةٍ مستبدّةٍ تصادرُ كلَّ طاقاتِه وإبداعاتِه.. أهمَّ وأجدى من جمعيّةِ الرِّفقِ بالحيوانِ الذي لا يُصادر غزائرَه قانونٌ من القوانينِ الوضعيّةِ؟!

أليسَت جمعيّةٌ تحمي الإنسانَ العربيَّ من الأسرِ والاعتقالِ أو النّفيِ والإبعادِ دونَ محاكمةٍ، وتحاسِبُ أولئك المجرمينَ الذين يسفكونَ دماءَ الأبرياءِ دونَما وجهِ حقٍّ.. أَولى من جمعيّةِ الرّفقِ بالحيوانِ الذي لم يُهدَّدْ يوماً بالاعتقالِ أو النّفيِ، ولم تُنتَهكْ حرماتُ دمِه في غياهبِ الزَّنزاناتِ والسُّجونِ؟!

إنّني لا أُنكرُ أنّكُم تمتلِكُون جمعيّاتٍ أو نقاباتٍ أو اتّحاداتٍ أو هيئاتٍ أو منظّماتٍ، تمثِّل كلُّ واحدةٍ منها مهنةً أو حرفةً أو مجالاً إنسانياً أو اجتماعياً كجمعيةِ الحرفيّينَ والمقاولينَ والمهندسينَ والمحامينَ والمعلّمينَ والأطبّاءِ وجمعيةِ الاتّحادِ النّسائيِّ والاتّحَّادِ الرِّجاليِّ والاتحاد الطُّلابيِّ، وجمعيةِ حمايةِ طبقةِ الأوزونِ، وجمعيةِ حمايةِ التُّراثِ والآثارِ، وجمعيةِ حمايةِ الخيولِ العربيّةِ الأصيلةِ، وجمعيةِ حمايةِ سراويلِ بابِ الحارةِ، ومؤسّسةِ الدِّفاعِ العربيِّ المشتَركِ ضدَّ الكائناتِ الفضائيّةِ الغازيَةِ، ومؤسّسةِ مقاومةِ التَّطبيعِ في فصلِ الرّبيعِ... إلى غيرِها من المسمَّياتِ المعجميَّة التي أفلحَت عبقريَّةُ المجامعِ الُّلغويةِ العربيّةِ في توليدِها والتي لا معنَىً لها في واقعِ التّطبيقِ أو الفعلِ، لكنّنا، نحنُ معشرَ القرناءِ، لم نسمعْ في يومٍ من الأيّامِ بأنَّ واحدةً منها استطاعَت أن تنِّظم احتجاجاً على غلاءِ الأسعارِ وضعفِ الرّواتبِ وتدنِّي الدَّخلِ ومستوى المعيشةِ..

لم نُشاهدْ في يومٍ من الأيّامِ كرنفالاً استنكاريّاً على أثرِ انتهاكِ حقٍّ من حقوقِ مواطنٍ عربيٍّ انتهكَتْه مملكةُ الحكمِ وجيَفُها من رجالِ السّياسةِ أو الوحوشِ الكاسرةِ من العسكريِّين الذين لا يتكلَّمون إلا بنعالِهم ولا يهمسونَ إلا بالرَّصاصِ!

لم نرَ عملاً مثمراً جادّاً قدَّمتْه جمعيّةٌ واحدةٌ يخدمُ إنسيّاً من البشرِ على اختلافِ مشاربِهم وعروقِهم وانتماءاتِهم، وإنّما سمعْنا شعاراتٍ وهتافاتٍ، وقرأْنا أوراقاً من الأهدافِ والدَّساتيرِ التي لا تخدمُ في واقعِ الحالِ إلا التَّوجُّهاتِ العُليا، وما أدراكَ ما هيَ؟! هل سمعتُم يوماً بأنَّ واحدةً من تلك الجمعيّاتِ أو المؤسّساتِ امتلكتْ شجاعةَ القولِ: لا للظُّلمِ.. لا للاستبدادِ.. لا للدِّكتاتوريَّةِ الفرديّةِ.. لا للأحكامِ العرفيّة.. لا لأعوادِ المشانقِ.. لا للقهرِ.. لا للبوط ِالعسكريِّ.. لا للُّصوصِ الذين ينهبُون أموالَ الشُّعوبِ باسمِ التَّوجُّهاتِ العُليا أو الدُّنيا؟!

هل شاهدتُم جمعيةً واحدةً استطاعتْ أن تقفَ في وجهِ مستبدٍّ وتقولَ له: لا لهذا أو ذاكَ ممّا يمتهِن كرامةَ الإنسانِ ويجحفُ بحقٍّ من حقوقِه؟! هل قرأتُم عن نقابةٍ أو جمعيةٍ استطاعَت أن تقولَ: لا، حيثُ ينبغِي أن تُقالَ؟!

هل سمعتُم إلا عبارةَ ( نعمْ.. وألفُ نعمٍ.. وتحِيّةً ومليون تحيّةٍ) للرّمز المفدّى والإلهِ المقدَّسِ الذي يمثِّلُ شريعةَ اللهِ في السّماءِ، وكرامةَ الوطنِ المقدّسِ على الأرضِ؟!

هل استطاعَت أيّةُ جمعيةٍ أن ترفعَ من رواتبِ موظّفِيها الفقراءِ الذين يعملونَ ليلَ نهارَ لتأمينِ لقمةِ العيشِ، فيَشبعونَ ربعَ الشَّهرِ، ثم يبيتونَ على الطَّوى والعوزِ والفقرِ ثلاثةَ أرباعِ الشَّهرِ، فيتملمَلُون بينَ ساعاتِ العملِ تحت وطأةِ سياطِ الدُّيونِ؟!

قلْ لي يا قرينيَ المتفائلُ: ما الإنجازاتُ التي حقَّقتْها أيّةُ جمعيةٍ من تلك المؤسّساتِ للمساكينِ الّذينَ تمثِّلُهم، فتضحكُ عليهٍم وتغشُّهم وتخدعُهم طوالَ الأيّامِ منذُ تأسيسِها إلى أن تقومَ السَّاعة؟!وما أدراكَ ما السّاعةُ؟!

أليسَت تلكَ الجمعيّاتُ مجرّدَ أكاذيبَ وأضاليلَ لشغلِ وظائفَ للمرتزقةِ والمنتفعِين الذين يمثِّلون على أتباعِهم تمثيلَ الذَّئابِ على الماشيةِ أو الثَّعالبِ على الدَّجاجِ؟!

أليستْ تلك الجمعيّاتُ مجرّد أبواقٍ تطبِّلُ وتزمِّرُ للملكِ المعظَّمِ، وتدعو إلى الإيمانِ بألوهيتِه، وترفعُ به إلى مرتبةِ أبطالِ التّاريخِ والفاتحينَ الذين أحيَوا الأمّةَ ورفعُوا أمجادَها إلى عنانِ السَّماءِ؟!

انظرْ أيُّها القرينُ إلى الغربِ وتأمَّلْ تلك الجمعيَّاتِ والنَّقاباتِ كيف تتفانَى في تحقيقِ مصالحِ أفرادِها والدِّفاعِ عن حقوقِهم!

فكم سمعتَ ورأيتَ من احتجاجاتٍ ضدَّ الممالكِ تطالبُ برفعِ الأجورِ والرَّواتبِ وتحسينِ مستوى المعيشةِ؟!

وكم رأيتَ من حكوماتٍ تتَهاوى أمامَ عجزِها عن تحقيقِ مطالبِ ورغباتِ أناسِهم؟!
وكم أقامتْ تلك الجمعياتُ الدُّنيا ولم تُقعِدها، حينما تقصِّرُ المملكةُ في حقٍّ من حقوقِ أفرادِها؟!

انظر يا قرينيَ المخدوعُ بالعروبةِ إلى دولةٍ حديثةِ العهدِ لم يمضِ على تأسيسِها نصفُ قرنٍ تعيشُ بين ظهرانيكُم: كيف يُعاملُ الإنسانُ الذي جاءتْ به من كل أصقاعِ الأرضِ، وكيف تتفانَى في سعادتِه ورفاهيتِه، وكيف أنَّ جندياً عندَها يُساوي كلَّ جيوشِكم التي ألبستمُوها جلودَ النُّمورِ؟!

أما سمعتَ أيُّها القرينُ المتواري خلفَ عباءةِ العروبةِ عن جمعياتٍ ومؤسّساتٍ أقامتِ الدُّنيا ولم تقعِدْها على أكبرِ شخصيَّةٍ في تلك الدولةِ تتَّهمُه بالُّلصوصيَّةِ والاختلاسِ؛ لأنه احتفظَ بثمنِ الخمرِ بعد استقالتِه من الحُكمِ؟!

أنا لا أطالبُ مؤسّساتِكم أيُّها القرينُ أن تسترجِعَ أثمانَ الخمورِ التي صُرفَت على الملذّاتِ في حياةِ عظمائِكم، بل طالبُوا البنوكَ بالكشفِ عن الحساباتِ السرِّيةِ التي تحتفظُ بالملياراتِ من أموالِكم بعد رحيلِهم الذي ما كانَ ليحدثَ لولا تدخُّلُ عزرائيلُكم عليهِ السَّلامُ!

ولكنْ هل سمعتَ أيُّها القرينُ المختبئُ في أثوابِكَ حذرَ الموتِ أو القتلِ أو الاعتقالِ عن جمعيةٍ عربيةٍ استطاعَت أن توقفَ الُّلصوصَ والحيتانَ الضّاريةَ عن جبروتِها وتقولَ لها: من أينَ لكمْ هذا؟!

هل سمعتَ؟ هل رأيتَ؟ هل قرأتَ؟ الجوابُ بالطَّبعِ: (لا.. لا.. لا..) إنكَ لا تسمعُ! لا تشاهدُ! لا تقرأُ، ولا تتكلَّمُ!

فتباً لكَ أيُّها النَّمرُ العربيُّ الذي انتزعتَ من البشرِ كلَّ هذا الاهتمامِ، وأصبحَت لك جمعيةٌ تحميكَ ولا تُبالي بقرينِي؟!

وسحقاً لك أيُّها الأسدُ العربيُّ؛ لأنك أصبحتَ محطَّ أنظارِ جمعياتٍ تسعى لرفاهيتِك، وتتفانَى في خدمتِك.. ولا تُلقي بالاً على قرينيَ الذي لم يعرفْ للسّعادةِ طعماً ولا للرّفاهيةِ لوناً!!

وغضباً عليكَ أيُّها الذِّئبُ العربيُّ الذي كانتْ تطاردُك عصيُّ الرُّعاةِ في الأمسِ، فأصحبتَ من الأوابدِ التي تجبُ المحافظةُ عليْها!

وتبَّاً لجميعِ الحيواناتِ العربيةِ التي غدتْ تحتلُّ مرتبةَ الشَّرفِ والشُّموخِ والكبرياءِ.. ولطفاً بقرينيَ العربيِّ الذي باتَ في حضيضِ القيعانِ.. وأضحى في أوحالِ المستنقعاتِ.. ورحمَ اللهُ شيطاناً قريناً عرفَ حدَّه فلم يقفْ عندَه.. وأدركَ قدْرَه فلم يرضَ بهِ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى