الثلاثاء ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم نجاة بلبل

قصيدتان

 

نبـوءة ضوء

 
 
حين يغدو الحزنُ ضوءاً
 
الوحدةُ تتوغّلُ فيَّ
أزدادُ توحُّشَـاً
وبإدمانٍ أتغلّقُ على منافذي..
تتفتّحُ حَواسي على بيَاضٍ برقعُهُ الحزنُ الغامقُ
 
أسلكُ فيهِ معابرَ توجّسي مِعبراً مِعبراً..
يُفتّـتُني، يشربُ مِحبرتي
تسكنني رجفتُهُ، تكسّرُ حزمةَ أطيافي نيازكُهُ..
ويضيقُ بَهْوَ القلبِ..
الدّنيا خارطةُ وتتسعُ.
وأنا المقتولةُ بسيفِ القهرِ..
المَسبيّةُ أعماقي...
المرهونةُ لفراغِ الوقتِ واستثنائيّةِ القَرارْ..
أتعزّى في آتٍ يُشعلُ في زمني المنهوبِ قنديلاً..
يمحو عتمةَ منفايَ بوهجِ تجمُّرِهِ..
ويواصلُ سَكْبَ دِهاقِ النور
يستدعي من مجرّتهِ نجماً صوفيّاً
ليحيلَ فضاءَ الروح
مسكنَ طُهْرٍ وصَلاة
سأنتظرُ الضوء.
 
 

علائقُ صوت

 
 
تأتيني من ألقٍ مسافتُهُ برزخُ صوت..
مُحمَّلاً بعبَقِ حُبٍّ تسرمدَ في حناياكَ..
بعتيقِ هوىً يَتسامى..
صوبَ رغبةٍ تحتسي نشوةَ العشقِ..
تلقيني في أتّونِ قمرٍ..
فتنبتَ في أرداني نوافيرُ الفجرِ..
أفايضُ ضوءَكَ..
وتنعقدُ لي حلاوتُكَ..
وأنا المتّشحةُ بدماءِ قبيلةٍ..
تتناسلُ أصفاداً..
جئتُ لأرتكبَ جريرةَ الحبِّ..
فعجزتُ عن نسجِ حرائري..
أتوغّلُ في عتمة عباءتي حتى العظم
أنشدُ حلماً يتأبّي عن محمولِ رؤايَ
يُزمِنُ فيَّ عشبُ صِـباً يُزهرُ..
ينتشرُ أخضرُه في جسدي..
كلّما أمطرتْني أصابعُكَ..
يلهثُ كينبوعٍ ظمئي..
يغترفُ القلبُ ماءَ خفقتهِ..
يُلبسُني بياضاً..
فأموهُ في سطوتهِ...
أرتشفُ شهيقَ شذاكَ..
وأزفرُ ذاكرتي..
أستملحُ بهجتَكَ..
أتمدّدُ في صداكَ..
أغنيةَ صمتٍ...
على المدى..
تترجّعُ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى