الثلاثاء ٣٠ تموز (يوليو) ٢٠١٩
بقلم عبد العزيز الشراكي

قلبي تقاسمه العابرون

لقدْ أفْزَعَتْني الحيــــــــــاةُ كثيرا
فَصِرْتُ أرى الموتَ أمرًا يســـيرا
غَفَرْتُ لأهْلِ المعاصــــــي جميعًا
وســـــــامحْتُ شَرَّهُمُ المسْتطيرا
فَقَدْ وَسِــــــعَتْ رحمتي كُلَّ شيءٍ
ولمْ أكْرَهِ الكارهينَ نقيــــــــــــــرا
وّأّدْخلتُ كُلَّ الورى جنَّتي مـــــــا
طَرَدْتُ عَظيـــــــمًا لهُمْ أو حقيرا
وقَطَّـــــــــعْتُ قَلْبيَ جُزءًا فَجُزءًا
لكي يأخذَ الناسُ حُبًّا وفيـــــــرا
ووزعْتُ قلْبي على العالمِيـــــــنَ
فما ازدادَ قلْبيَ إلا ســــــــــرورا
فقلبي تقاسَــــــــــــمَهُ العابرون
فصارَ ضعيفًا هزيلا كســــــــيرا
وخُضتُ لأجلِ الورى كُلَّ حَرْبٍ
وكانَ القِتالُ شـــــــــديدًا مريرا
تَجَسَّـــــــــدَ وجْهُ الهلاكِ أمامي
وبعْدَ المعاركِ صرْتُ أســــــيرا
لقد كنتُ – فيما مضى – لا أبالي
وكانَ احتمالي عظيــــــــمًا قديرا
ولكنني الآنَ أشــــــــكو حياتي
فقد بذلَ القلْبُ جُزْءًا كبيــــــرا
فقدْتُ الكثيرَ منَ الأبْريــــــــاءِ
فأضْحتْ جَميــــعُ البلادِ قبورا
ولمْ يَبْقَ حَوْلي سِوى الأغبياءِ
الذينَ يزيــــــدونَ قلْبي نفورا
أُحاطُ بِجَمْعٍ مِنَ السَّـــــــــيِّئِينَ
وأَصْلَى بِهم في النَّعيمِ سعيرا
تحملتُ فَوْقَ احتمالي كثيرا
فلسْتُ إلهًا حكيمًا خبيــــــرا
ببطْءٍ يمــــوتُ المُعَذَّبُ شيئًا
فشيئًا إلى أنْ يموتَ أخيــــرا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى