السبت ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم محمد صالح الجرادي

قل سلام على الصمت

صاحبي عاد..
لكن أيدري وقد أغمضت شفتاه نشيد القدوم الجميل
ونامت هواجسه حيثما نامت الروح في دعةٍ
كيف عاد؟!
وكيف دنا غير عادتهِ جسداً رافلاً في ثياب الفناء
وبعض دمٍ ناهزٍ للعويل..
وكيف ذوى ليل قريتهِ
واستباح النواح البيوت شتاءً طويل
وكيف استوى صاحبي جثةً في اكتمال التعري ..
وقد أنكرته الطريق ..
الحصى..
درج البيت..
بقايا روائحه في االزوايا
واعقاب سيجارة لم تمت بعد
لم تنطفئ
كيف أصخت لما يحمل الليل ..
فوق ارتعاش الأصابع نافذةً
هي تألف هنتهُ إذ يعود
وتألف قرع يديه على الباب
تألف صبح خطاه
لياليه..
تألف كل الذي قطّرتهُ مرافئ قريته في حناياه
من شجنٍ ..
وحنيين.
 
****
 
مساؤك يا صاحبي طيبٌ
ومسائي حزين.
أفي الصمت ماتشتهيه ..
وما كنتَ تأملهُ ..
قل سلامٌ على الصمت
ثم استرح.
في زمان كهذا :
"أحب المغني كثيراً
كثيراً ..
ولم يدرِ ماذا أحبْ"*
وفي وطنٍ كان صوتكَ من خشبٍ فيهِ ..
والآن صمتكَ يا صاحبي
من ذهبْ .

.........

* من قصيدة للشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني

الاهداء : اليه متلبساً ببرائتهِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى