الثلاثاء ٩ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم أحمد أبو سليم

قَمَرٌ مُحاقْ

قَمَرٌ مُحاقْ
وَالصَّوتُ يَأتي مِن أَقاصي الصَّوتِ
مُرّاً
في اصطِخابِ اللَّيلِ مِن عَطَشِ المَعاوِلِ
وَاحتِقانِ البَحرِ مِن عَرَقِ القَوافِلِ
وَارتِعاشِ الأَرضِ مِن ثِقَلِ العِناق ْ
وَكَأَنَّهُ صَوتُ العِراق ِ
يَرِنُّ مِن وَجَعِ الفُراقِ مُنادِياً
في صَحنِ أُذني كَالصَّفيرِ
كَأّنَّ رُوحاً تَستَجيرُ
بِنارِ رَمضاءِ الهَجيرِ
كَأَنَّها....
مِن ضَعفِها....
موءودَةٌ....
نَفَضَتْ غُبارَ القَبرِ عَن وَجهٍ سُدى
نامَتْ تُرَدِّدُ لِلحِجارَةِ وَالحَصى
عاشَ العِراقْ
عاشَ العِراقْ
عاشَ العِراقْ
وَمِنَ الحِجارَةِ ما يَنِزُّ مِنَ الأَسى
دَمعاً إذا
حَجَرٌ بَكى
وَمِنَ الحِجارَةِ ما يَئِنُّ
وَما يَجِنُّ
وَما يَحِنُّ إلى الثَّرى....
اللّهُ أَكبَرُ
مِن أَقاصي الماءِ حَتّى ساحَةِ الشَّهَداءِ
تابوا مِن تِرابِكَ !
كَم ذَليلٍ أَلبَسَ الجَسَدَ القَتيلَ
عَباءَةَ النِّفطِ المُدَنَّسِ بالرِّثاءِ
وَكَم ذَليلٍ
بَدَّلَ الماءَ المُغَمَّسَ بِالدِّماءِ
وَجَرحَ مريمَ وَالمَسيحِ
وَتاجَ كِسرى
وَالبُكاءَ عَلى الضَّريحِ
وَحَوزَةَ النَّخلِ الجَريحِ
بِنارِ دولارِ التَّتَرْ
اللهُ أَكبَرُ
ما كَبَتْ فَرَسٌ وَلا خَيلٌ هَوتْ
إلاّ وَغاصوا مُشرِعينَ نِصالَهُمْ في لَحمِها
وَتَوضَّأوا مِن دَمعِها
وَتَجَشَّموا زيفَ العَزاءِ
وَشَيَّعوها بِالبُكاءِ
وَكُلَّما سَقَطَ الشَّهيدُ عَلى الشَّهيدِ
تَزاحَموا خَلفَ النَّشيدِ
وَرَدَّدوا :
"يحيا العِراقُ"
وَهَيَّأوا
مِن بَعدِها
لُغَةَ العِناقْ
وَالعَودُ أُنثى
وَالعِراقُ يَسُحُّ مِن دَمِهِ الصِّداقْ
يا رَبُّ كَم سَتُرَتِّلُ الآياتُ هَمّي
كُلُّ نِذرٍ في البِلادِ يَمُرُّ مِنّي
كُلَّما أَبصَرتُ شَمساً قُلتُ مِن فَرطِ التَّمَنّي
تِلكَ أَكبَرُ....
تِهتُ مِنّي
لا أَنا مِثلي وَلا مِثلي أَنايَ
كَأَنَّنا مِليونُ صِفرٍ سادِرٍ في صِفرهِ
وَكَأَنَّنا
مِن خَوفِنا
مِن جوعِنا
مِن جُرحِنا
زَبَدٌ تَبَدَّدَ في الفَراغِ
بِلا ضِرارٍ أَو ضَرَرْ
ما ضَلَّ سَيلٌ في أَعالي الرُّوحِ صَلّى
وَانحَدَرْ
ما مَسَّ جِسمي مِعوَلٌ أَو مِنجَلٌ
إلاّ انكَسَرْ
قوموا اشهَدوا ميثاقَ حُبّي سورَةً
لِلعِشقِ في زَمنِ الصُّوَرْ
قوموا اشهَدوا
ما هَدَّ روحي
لا هُطولُ الرُّومِ
مِن عَطَشِ الكُرومِ
وَلا الَّذينَ تكاثَروا
مِن أَوَّلِ السَّبيِ المُرَتَّلِ في الشَرائِعِ قَبلَ بابِلَ
كَالذُّبابِ
وَلا التَّتَرْ
قوموا اشهَدوا
موءودَةً
نامَتْ تُرَتِّلها البِلادُ
عَلى صَدى صَوتِ الحَجَرْ
عاشَ العِراقْ
عاشَ العِراقْ
عاشَ العِراقْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى