الثلاثاء ١٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
تأملوا..الزورق المثقوب في كفي يبحرُ و لا يغرقُ في الظنون
بقلم سليمان نزال

كأن الريحَ وردة و الأريج يلوح كما تبغي البيارق في المسير

تأملوا حطاما ً يجرٌ المسافاتِ
من قمصان الصعقةِ و هديل أيامها..
فتصحو على موج ٍ لا يسعد السنابل..
تصوروا ! الأنهار العسلية حين تجري
و تسيلُ من صوت ٍ بعيد ٍ مهجور
لتصبَّ في موانئ منسية
انظروا علامَ تخلعُ زينتها الأناشيدُ
و تتبرع لنظراتِ الزهور بزفراتِ التحول
و لتتبرقعَ بالشهور الحجريةِ فتوحات الياسمين
تأملوا الجراح في سكناتها..
تطلقُ الصمتَ خيولاً على الذاكرة ِ الحنطيةِ
فهل تبني الجسر بدمعتين يا أرق العنادل
كي أضعَ في إناء حيرتي فسائلَ التفسير
و تورق على النهوضِ سحابتي بجمع ٍ بلا أسماء ؟
 
من يبصر فراشات سري تلتفُّ نواياها بأجنحة التوق ِ
كي تجعلَ سلالم دهشتي أكثر ارتفاعاً من موجة هاذية
حين تباغتُ نفسها بالنفرة ِ أشجارُ الفضاءاتِ المستريحةِ
و تنظف درجاتِ المعنى لعنة من الصعود على نياق الحرقات
 
تفاحةٌ تقضمُ تفاحةً في مهجةِ الأفقِ التقدميِّ فلا أتقدمُ
من دمي إلا ليسحبني لوثبته الارجوانية ساحلاً من نجوم..
فيوضاتي نبضاتي تعرفُ ساعةَ الجمر ِ في لحظةِ الهجوم!
ليست حياتي من بنتْ عشاً على غصن ٍ يابس ٍ كي أهجرها
لموعد بلا أطيار ِ و غزالات تتنفسُ في صدري شوقها للمصير
و ذاك الصهيل الملائكي يفتحُ نوافذَ الأجيالِ على قلقي
فهل يفهمني و لا يحضرُ في ليلةِ النهر وحيدًا بلا صخور؟
 
فلتطلقْ أيها النغم الشريد في الوريد ما شئتَ من شهود..
مزجوا نبضةَ الرؤيا غداةَ النزفِ برعشات التوريةِ و التحكيم!
أنني هنا كما في كل صيحة ٍ فلسطينيةٍ أنادي شعلةً
تقيمُ على وهج ٍ في خطواتنا كي تأتي في ردود
و أرسلها طريقاً من ثرى في جبيني كي تلتقي مع الطريق..
 
تأملوا..الزورق المثقوب في كفي يبحرُ و لا يغرقُ في الظنون
كأن الريحَ وردة و الأريج يلوح كما تبغي البيارق في المسير

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى