السبت ٩ آذار (مارس) ٢٠١٣
بقلم أحمد بشير العيلة

كاراكاس مرّت يا صديقي بيننا

كالريح تسأل عن جدائلها
فيقولُ قلبي
من لنا يا ريح غيركَ خيمةً في زحمةِ اللغةِ الرتيبة
من لنا يا ريح
أنتِ الآن صوفٌ للجبال الباردات
ادفني تشافيز راعي الأغنياتِ الذاهباتِ إلى الأساطير البعيدة
ادفنيه على السفوح
فهناك زهرٌ في البرية قال لي:
إني سأحرسه من الحسراتِ والآهاتِ والويلات
إني سأحلم فوق قامته بلونٍ أزرقٍ أرتاحُ فيه
كاراكاس تبكي يا صديقي قلْ لها بيتاً من الشِّعر الجميل لتستريح
تشافيز يعصر روحه في ثغرها الوردي وهي تقول زدني
تشافيز يحمل قرطها للشمس وهي تصير قداساً لمملكةٍ هناك سيعتليها
تشافيز - من لهفي عليه - الآن حرٌ في لغاتِ الباحثين عن الحقيقة
تشافيز يعبر في بلاغةِ مَنْ يعرُّون الخطيئةَ ..
وجه أمريكا يسوء الآن
قوموا يارفاق
اكشفوا عن غطرساتٍ كالحواجز في طريقٍ للخلاص
تشافيز يختبر الخرائط حين تنظرُ روحه للأرض
يلقي خطاباً من هناك بأن إسرائيل وهْم
وبأن أمريكا ستنسى نفسها في الريح
تشافيز يمسكُ نهر عبد الناصر المسكون بالآمال
ويدلق ماءه فوق الرفاق العائدين من الشهادةِ كل يوم
كاراكاس تسمعُ نبضهم
كاراكاس تعزمهم مع الفقراءِ للأمل الأخير
كاراكاس تحضنهم وتبكي
ضاع منها قائدٌ من نيزكٍ وصواعقٍ ودموع
ضاع منها
كيف تمشي وحدها في ظلّ أمريكا الممزق بالفجيعة
ضاع منها
كيف تحمل فجرها كرغيف خبزٍ للجياع
كيف تمسح دمعةً سالت على خد الصباح
كيف تكتب وحدها قصص الغلابى
كاراكاس تبكي
والطريق أمامها لازال أطول من رفاتي
كاراكاس تبكي
وتشافيز أمامها
سربٌ يمرُّ على صلاتي.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى