الأحد ١٩ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم رانية عقلة حداد

كتاب (روائع السينما)

الجزء الثالث

صدر حديثا عن دار الأهلية للنشر والتوزيع ووزارة الثقافة في الأردن الجزء الثالث من كتاب (روائع السينما) للناقد السينمائي محمود زواوي، وفيه يستأنف ما بدأه في الجزء الثاني الذي تناول فيه أهم مائة فيلم أمريكي بين عامي 1916-1980، والآن يواصل أهم مائة فيلم أمريكي بين عامي 1981-1994، وسيلحقه في الجزء الرابع أهم مائة فيلم أمريكي بين عامي 1995-2006، وكان قد تناول في الجزء الأول أهم مائة فيلم أمريكي وفقا لقائمة معهد الأفلام الأمريكي، أما في الأجزاء اللاحقة فانتخب أفلام تمتلك أهمية خاصة من وجهة نظره كناقد.

يشكل (روائع السينما) باجزائه مرجعا مفيدا لكل من السينمائين المحترفين، والدارسين، والهواة على حد سواء، يمكن العودة إليه للتعرف على المعلومات الأساسية لتلك الأفلام المهمة؛ سنة الانتاج، الكاتب، المخرج، الممثلين، قصة الفيلم، وعلى الظروف الخاصة التي احاطت بانتاج كل منها، والعناصر التي جعلت من كل فيلم من هذه الأفلام علامة مميزة، أو نقطة تحول في تاريخ السينما الأمريكية...، قد تبدو هذه المعلومات جافة لكن يحسب للأستاذ زواوي عرضها بأسلوب جذاب، بالاعتماد من حين لآخر على عرض بعض التفاصيل الشخصية الشيقة والقصص الطريفة، كالسبب وراء تسمية فيلم "لا تقل أبدا بعد اليوم"، وكذلك تتبع مسيرة ملكية اليخت "نبيلة" الذي صورت فيه بعض مشاهد هذا الفيلم.

والاطلاع على قائمة الأفلام التي تم انتخابها في الكتاب تعطي فكرة عن بعض الأمور التي تحدد خيارات هوليوود لمواضيع أفلامها، حيث اغلبها يعتمد بشكل كبير على أعمال (أدبية أو مسرحية...) ناجحة سبق وأن حققت شعبية واسعة، لتضمن هوليوود بدورها النجاح لتلك الأفلام، كـ"خط الكورس"، و"مجنون الحب" المأخوذة عن أعمال مسرحية، أو كأفلام "الشمس الصاعدة"، و"الفرسان الثلاثة" المأخوذة عن روايات، أو كفيلم "الهارب" المأخوذ عن مسلسلات تلفزيونية، أو كفيلم "ديك تريسي" المأخوذ عن قصص هزلية مصورة...، كذلك بعد أن خبت منذ اواخر ستينات القرن الماضي شعبية بعض الأنواع من الأفلام؛ كالموسيقية والاستعراضية وأفلام الغرب الأمريكي (رعاة البقر)، تعود هوليوود وتحي هذه الأنواع في الثمانينات من ذات القرن، كأفلام "سيلفيرادو"، و"الراكب الشاحب" (الغرب الأمريكي)، أو الغنائي الراقص "غير المقيد".

أن كانت اوائل الثمانينات من القرن الماضي قد شهدت شعبية ما يعرف بالأفلام النسائية، التي تقوم بالأدوار الرئيسية نجمات سينمائيات، فإن من الملفت أن يبقى حضور اسماء مخرجات في قوائم أفضل الأفلام أمر نادر، إلا أن من فيلمين انتزاعا وجودهما في قائمة أفلام هذا الجزء من روائع السينما وهما: الفيلم الكوميدي "كبير" للمخرجة بيني مارشال، والفيلم السياسي "موسم أبيض جاف" للمخرجة يوجان بالسي، والتي تتناول من خلاله مآساة سياسة الفصل العنصري التي يمارسها البيض في جنوب أفريقيا.

ومن اسماء المخرجين التي تكررت أكثر من مرة في هذا الجزء؛ كلينت استوود، مارتن سكورسيزي، فورد كوبولا، ستيفين سبيلبيرغ، الا أن شهرة وتميز هؤلاء المخرجين لم تشفع من تعرض بعض أفلامهم لخسائر مادية، كفيلم "امبراطورية الشمس" لسبيلبيرغ، وكـ "حدائق الحجر" ل كوبولا، وهناك المزيد من المعلومات التي يمكن قرأتها في هذا الجزء من بين السطور، ومن خلال المقارنات.

واخيرا قد يتفق المرء مع الناقد الزواوي وقد يختلف معه في تحديد معاير الأهمية في هذا الجزء، اذ أن نوع وقيمة الأفلام الفنية التي تم انتقائها في هذا الجزء تختلف عن الاجزاء السابقة، حيث احتلت أفلام الحركة والإثارة والمغامرة ذات الاجزاء المتسلسلة ذات الصبغة التجارية حيزا كبيرا يبلغ ربع القائمة؛ كـ رامبو ج2 و ج3، روكي ج3 و ج4،... والتي بعض الاجزاء منها باعتراف الناقد ليس الافضل كـ فيلم سوبرمان الجزء الثالث، وفيلم "البقاء حيا"، وفيلم "مجموعة القتلى"... الا اننا لا نملك سوى تقدير الجهد المبذول في هذه السلسلة.

الجزء الثالث

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى