الأحد ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٤
كشوفاتٌ في الطريقِ إلى الحُرّية
الشاعر ياسين محمد البكالي
أنا وهُما .. وتُسْقُطُ دمعتانِ | على كفِّي مع بعض الأماني |
أنا المَكْلومُ إن تخبو جِراحِي | صحا طفلُ المخافةِ في كياني |
أرى الدُنيا تهرولُ في ضلوعي | بِخيبَتِها تحاولُ أن تراني |
فمي المُبِتَلُّ بالعَطَشِ المُصَفّى | يَجُرُّ الآهَ مِنْ آنٍ لآنِ |
على صدرِ الذهولِ نَبَتُّ حرفاً | سماويّاً تّدَلّى بالمعاني |
أتيتُ مِنَ الخلودِ بلا زمانٍ | وجِئتُ مِنَ الفراغ ِ بلا مَكانِ |
تأرجَحَ في دمي عقلٌ وقلبٌ | كأني بينَ مُتّهَمٍ وجَاني |
ولستُ بأولِ الألفاظِ سعياً | إلى لُغةِ الوجودِ ولا بثاني |
على روحي تَحُطُّ بناتُ إنسٍ | يَقِظُّ هُدُوئَهُنّ ضجيجُ جانِ |
هُما ضِدّانِ قد عاثا شروداً | بما أسلو بهِ وبما أعاني |
يدوخُ الموتُ مِنْ فَرْطِ التَجَلّي | إذا التَفّتْ بسَاقَيِه التهاني |
شجونٌ تستَريحُ هُنا وتَيْهٌ | هُنا تَلْهو بِجانِبه الثواني |
ومِنْ كَتِفِ الحقيقةِ كمْ سؤالٌ | تهاوى قبلَ أن يُصْغي لِشأني |
هُما أدغالُ خادِعَةٍ تُصَلّي | قَساوَتُها على وجهِ الحنانِ |
وجَدتُ الناسَ يَختَصِمونَ فيها | على وَجَعِي المُلَبَّدِ بالأغاني |
هُما وهُما كثيرٌ ما أرادَا | وأكْثَرُ مِنْه ما يُخْفي لِساني |
تَدَفّقَ كالعروسةِ فيَّ حتّى | تراقَصَتِ الخواطرُ في جَنَانِي |
يقيني فوقَ ظهرِ الشَكِّ يَعْدو | إلى مولاهُ بالسبعِ المَثَاني |
فَتَلْهَجُ وردةُ الذكرى كأنْ لمْ | أَشُمِّ سوى بها ريحَ التَداني |
إلى جِهَتَينِ مِن قَدَرِي تداعى | ذُبولي فاكْتَرثْتُ وقدْ دعاني |
نعمْ ليتَ انكسارَ الثلجِ يُشفي | غليلَ النارِ ! أيّهُما الأناني؟؟ |
لقدْ أمسكتُ بالشكوى ولكنْ | أراني .بعدُ. مااجتَزتُ امتحاني |
تركتُ المُستَحيلَ يَدُقّ خلفي | على بابِ البقاءِ لكلِّ فاني |
وقلتُ (الله) ملءَ النورِ- نادتْ | يداهُ خْذِ الوَسيلة َ يا بياني |
هُناكَ على جبينِ الماءِ أوحى | إليَّ فطارَ رُشْدي في الجِنانِ |
وعُدتُ إليَّ كانا في عروقي | بِخَوفٍ يبحثانِ عنِ الأمانِ |
مع بعض المنى سَقَطَا بكفِّي | هُما وأنا ... وخرَّتْ دمعتانِ |
إلَهي. طيرُ زَنْبَقَتي تَهَادى | إليكَ تَزُفُّ مَوْكِبَهُ حِسَانِي |
يُزَغْرِدُ ألفُ مَعنىً بي لأعلو | إليكَ على جَنَاحٍ مِنْ هَوَاني |
الشاعر ياسين محمد البكالي