الجمعة ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٤
بقلم نوزاد جعدان جعدان

كوبٌ من شاي الكرك

وأنا أحتسي كوباً من شاي " الكرك "
كباقي الناس !
يمر الصيف الكسول من وراء النافذة
القمر هنا نحيلٌ جداً كطفل إفريقي من كينيا !
أفكر أن أشتري بندقية
وأطلق الرصاص في الهواء !
كلما لمحت صياداً
يرمي أحجاره إلى حضن السماء !

وأنا أحتسي كوباً من شاي " الكرك "
في الصباح اللذيذ كصندويشة زعتر
يتقاسمها التلاميذ على مقعد الصف
تصيبُ حصى قريتنا أقدام الزمن
والحصى عاشقٌ صبورٌ لا يلتفتُ لهودج النهر
ينتظر عروسه البيضاء الوجه قمر!
لم يكن ضيوف المأدبة إلا حبّات من المطر !

وأنا أحتسي كوباً من شاي " الكرك "
ككروان حزين !
لم أقطع الأشجار ولم أصنع منها الأبواب
كي تتراءى في الغابة كل تلك الذئاب !
ولم يمشِ البحر سريعاً
نحنُ من ترك البلوط يسطع تحت الشجرة
ومشينا جميعاً
لم يعد البلوط مرّاً في فم الغريب !

وأنا أحتسي كوباً من شاي " الكرك "
كباقي الجياع
عندي الكثير
الكثير
الكثير من القصاع !
ولكن الطعام كل الطعام
تأكله ذئابٌ قالوا عنها سباع !

 [1]


[1الكرك: شاي يخلط معه الحليب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى