السبت ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم سها جلال جودت

كيف أرضى

كيف تمشي على جثة أخيك
وهذا النهر يمشي
وهذه الأرض تبكي
 
كيف تنام ورصاصك استبدل الجهات
الجهاد
كيف تنام ويدك ملطخة
بدم هو دمك
بماذا تترجم فعل عدوك؟
في أرضك
في عرضك
في اقتحام فجر الصبايا
في حرق النخيل
كيف لاتبصر الدم
على أرصفة اليباس
إن عرشك مات
ضاع
فسيفك استبدلوه بعورة الكلاب
هل طاب لك النباح
قلبك يستنشق الخيانة
كيف أرضى أن تكون فارسي في الغرام
كيف أرجو أن ينبت في رحمي وليد
يغني للحرية
للإباء
للشموخ
وأرضك العذرية
تشوهت بأقدام وأدران الطغاة
كيف أرضى أن تهرق الدماء
وأنت في عرين الملك جامد
قاتل الأماني من خلفك
ينشر الفساد
هل حلت بروحك لعنة الموساد
فقد الطفل أبيه لكنه لم يفقد ربه
أتنسى أنك كنت طفلاً
أتنسى أنك كبرت يوماً
على ماء وسكر
لا تهرب من الحقيقة
لقد أصبحت فظيعة
ضحكوا عليك حين قالوا:
نحبك
نبني صروح عرشك
ومن يموت على أرصفة اليباس
أولاد عمك
بل أخوالك
بل جيرانك
لحظة الصفح صارت حرباً ضروساً
هل عاد دساس ؟
هل خدعتك الجليلة؟
ما ذنب العذارى أن يفقدن الرجال
أن يلبسن ثوب الحداد
أن يزرن القبور
 
كيف ترضى أن يموت القلب
كيف ترضى أن تعيش الذنب
والطفل قد أقسم اليمين
للأخذ بالثأر
سيوقد ناراً أخرى
ليستريح الضريح
مات الغفران
واستيقظت التماسيح
بنوا من حولك أسواراً للسجون
جعلوا المطاعم طُعماً لعرض الفجور
ورجالك بين أيديهم مثل العبيد
لم تعد فارسي الذي أريد
لم تعد مصالحي معك تفيد
أنت من طين الجحود
وأنا من طين الصمود
كيف أرضى بك فارساً ؟
كيف أرضى منك غلاماً؟
يا أمتي كفى ضياعاً !

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى