الخميس ٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم عمر حكمت الخولي

كيف أصلب القصيدة؟!

يسألُني الجميعُ عنْ قصائدٍ جديدةْ
أكتبُها
لتبكيَ الجموعُ حسرةً ضياعَ غزَّةٍ
ويسألونَ: "هلْ ستكتبُ النِّضالَ والدِّماءَ هَهُنا قافيةً عتيدةْ؟"
ويسألونَ عنْ دموعي:
لنْ تُرى
هذي البلادُ مُزِّقتْ مِنْ ألفِ عامٍ
كيفَ أبكي الآنَ؟ كيفَ أصلبُ الفؤادَ عنوةً
وكيفَ أصلبُ القصيدةْ؟!
دعوا الحكوماتِ العتيدةِ الَّتي أغرقتُها بأدمعي مِنْ قبلُ تبكي وحدَها
فاليومَ ضاعتْ أمَّةٌ في البرلمانِ
ضاعَ ناخبو الحكومةِ الَّتي تنقصُها
مقاعدٌ جديدةْ!.
 
يسألُني الجميعُ عنْ حكايةٍ أكتبُها
لأخبرَ الشُّعوبَ أنَّنا
نذوقُ الموتَ والإذعانَ
نسكنُ المدينةَ الَّتي تخاطرْ
ونحملُ الرَّاياتِ دهراً:
عاشَ قائدُ البلادِ، عاشَ موطنِ الجهادِ
فاسمعوا أصواتِ مَنْ يُقامرْ
ويسألونَ عنْ قصائدي كأنَّها
قذيفةٌ ستُجبرُ الأعداءَ أنْ يُغادروا بلادَنا
كأنَّني ساعةَ أمسكتُ اليراعَ قدْ تحرَّرتْ دياري
دونَما مجازرْ
كأنَّ أصواتِ الشُّعوبِ قدْ سَمَتْ
فعُوقِبَ المحتلُّ واهتزَّتْ منابرُ الملوكِ:
"ربَّما نغامرْ"!
قصَّتُنا في هذهِ الأيَّامِ ليستْ قصَّةَ الخطابِ والمنابرْ
ولَمْ يكنْ في غابرِ الأزمانِ يرويها لنا مثقَّفٌ وثائرْ
جلُّ القصيدِ أنَّها فريدةٌ
فموطني اليومَ مُحاصَرٌ هنا
وأمَّتي هيَ الَّتي تُحاصِرْ!.
 
يُقالُ إنَّ الثَّورةَ الحمراءَ سوفَ تنصهرْ
وإنَّ آهاتِ الشُّعوبِ، جوعَهمْ، آلامَهمْ، صراخَهمْ
قضيَّةٌ لا بُدَّ مِنْ أنْ تنتصرْ!
وبشَّرَ الفرقانُ أمَّتي بأنَّ اللهَ يرفعُ اليدَ الَّتي تحاربُ الخنوعَ للعُلا
وأنَّ أيديْهمْ هناكَ تنكسرْ
لكنَّ تاريخَ الرُّبا أخبرَنا
أنَّ ملوكَنا الأشدَّاءَ استباحوا عزمَنا
وحطَّموا ثوَّارَنا
وقيَّدوا أسماءَنا
فأصبحَ اليأسُ بأرضي يعتمرْ
لتُستباحَ ثورةٌ، حربٌ، دمٌ، وصرخةٌ
لا بُدَّ مِنْ أنْ تستمرّ!.

من ديوان: عندما زرتُ القدر/دار اكتب للنشر
نُشرتْ في صحيفة الزمان اللندنية عدد 3250


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى