الثلاثاء ١٩ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم محمد رشدي عبد الباسط

كُنْ إيجابيَّاً

لنْ أغفرَ للبشريَّةِ
هذي الأخطاءَ الكبرَى
زَعموا أنِّي ..
أبغي كُرسِيَّ الصَّفوةِ
أهفو للسُّلطانِ
وللديمقراطيَّةِ
أعدو ..
نحوَ الضوءِ سريعاً
كي أحظى ببريقٍ
في الأوساطِ الراقيةِ الـ
مُثْلَى
ظنُّوا أنِّي ..
ألهو بحثاً عن كنزٍ
مدفونٍ
أو نِفْطٍ
أو دينارٍ
أو حتَّى "دولارٍ"
أمريكيٍّ مختالٍ
أو أطمعُ
فى امرأةِ الـ "يورو"
تتبخترُ تيهاً
وتميلُ على كأسٍ
لل "فوديكا"
أو عِربيدٍ
ينوي نسيانَ الماضِي
أو.. أو..
يا ليلُ
- العدل –
متى غدهُ ؟!
أقيامُ الساعةِ
موعدهُ ؟! "
أرضٌ ..
تُغتال أمامي
والخلفاءُ نيامْ
وكواكبُ نائيةٌ جداً
وطئوها ..
رغماً عنهَا ..
أعواماً
وأنا ..
ما زلتُ أجاهدُ
فى البحثِ المجدبْ
عن أرض " بكرٍ "
تبلعني ..
كُنْ إيجَابيَّاً
لو مرَّهْ
خُذْ عيناً مِنِّي
تردعْ كلَّ الأشيَاءِ المرَّهْ
أو فلتصدرْ
أمراً بالإعدامِ المشتاقِ إليـكَ
عليكَ
تناولْ كأساً مِنْ إقدامِي
فالإحجامُ سبيلكَ
والسبلُ الأخرَى
ليستْ لكْ
حاولْ يوماً
أنْ تتظاهرَ ضدَّ الطيرِِ الجارحِ
فى ملكوتٍ قاسٍ
كرِّرْ ذلكَ
لا لنْ تقدرَ
فالسلبىُّ جبانٌ
لا يتظاهرُ بالمرََّهْ
كُنْ فعَّالاً
واستنكرْ أقوالَ الجهلاءِ
وأخبارَ الحمقى
والمرضى النفسيينَ
وألفاظَ السفهاءِ
فبادرْ بالإصلاحِ
وبالإفصاحِ
عن المدنِ المُثْلَى
عَنْ شمسٍ تسطعُ
كلَّ صباحٍ
تحملُ فى كفَّيهَا
إشراقاً يتلألأ
فى عينِ المحبوبةِ
والطفلِ المترقِّبِ
لحظةَ عشقٍ
مِنْ أمٍّ
لمْ تُولدْ
إلا لهْ ...
أُمِّي قالتْ :
مَنْ صَانَ الوجدانَ
وقادَ القلبَ
بعيداً عَنْ رغباتٍ دُنيَا
يسلمْ
لمْ أسمعْ
لمْ أسلمْ
رَبّ اغفرْ لِي
فأنَا عبدٌ لاهٍ
فى دُنياكَ العظمَى
لمْ يملكْ إلا أنْ يختارَ
طريقاً منهاراً
الدنيا بابٌ لي
وأنا مِفتاحٌ للدنيَا
مَنْ قالَ بأنِّي
سوداويُّ الطبعِ
فقدْ أخطأ
كلا ..
فأنَا إنسانٌ عاديُّ
وبسيطٌ جداً
بيتي مِنْ قشٍ
هشٍ
أمضي لطريقِ القرشِ صبوراً
مُنتظراً
أقضي نصفَ العمرِ الباقِي
بينَ البسطاءِ
وبينَ صفوفِ الملهوفينَ
لكسرةِ خبزٍ
تبعثُ آلافَ الأفكارِِ
لأرسمَ
للأشعارِ سبيلاً
محفوفاً بالوردِ
وأقطفُ معنىً
كانَ بعيداً عنهمْ
منهمْ
إنِّي شفَّافُ
رُغمَ الآلامِ
سأكتبُ فجراً
مأهولاً
بالآمالِ الكبرَى
وسأربحُ
كلَّ قلوبِ الدنيَا
بلْ ..
وسأربحُ
- فِى ودٍّ -
نفسِي ..

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى