الثلاثاء ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم عبد الرزاق الدرباس

لأنكِ في البال

لأنكِ في البال دوماً... ولا ترحلينْ.
دماءُ وريدي ستصبحُ حبراً
وشوكُ وصالكِ ينبتُ زهراً
سأرسمُ وجهَكِ من لهفتي وافتتاني
وأسرقُ عنوانكِ المخمليَّ الذي تسترينْ
وأعرفُ بيتكِ عبر الدروبِ التي لا تبوحُ..
بسِرٍّ دفينْ.
*** ***
لأنكِ في البالِ دوماً.. ولا ترحلينْ.
ستحملنا الريحُ بين الخرائط
وتهوي بنا في مكانٍ سحيق
ولكننا لن نخافَ الخطرْ
وعينَ البشرْ
لأن جسورَكِ سالكةٌ في الغياب
وزرعَ المودةِ يخضرُّ رغمَ جفافِ السنينْ.
*** ***
لأنكِ في البالِ دوماً.. ولا ترحلينْ.
فكلُّ البحارِ غداة اشتياقي كثبانُ رملٍ
ومزنُ الغيومِ سرابُ الظمأ
وشهدُ الوعودِ مرارةُ حنظل
لأن غيابكِ طال أحسُّ الحروفَ سكاكينَ لحمي
ودمعةَ أمي التي لا تهونْ.
*** ***
لأنكِ في البالِ دوماً.. ولا ترحلينْ.
سآوي إلى ظلِّ صورتكِ الغائبة
وأنثرُ في جنباتِ اللقاءِ احمرارَ القرنفل
وأغسلُ سوءَ ظنوني
ومسَّ جنوني
بدمعٍ سخيٍّ
يروّي بياضًا من الياسمينْ
 
يتبع..
 
لأنكِ في البالِ دوماً.. ولا ترحلينْ.
ستمطرُ تلكَ السماءُ نجوماً وورداً
وتضحكُ كلُّ الشفاهِ الحزينةِ بعدَ الصيام
سوى شفتيَّ..
لأنكِ يا ضحكةَ العمرِ مصدرُ حزني
ولمعُ الأماني ونخلُ الشجونْ.
*** ***
لأنكِ في البالِ دوماً.. ولا ترحلينْ.
سيمتصُ نحلُ القوافي رضابَ الوجع
وتهمي الفراشاتُ في حقلِ بَوحي
تضمّدُ جرحي
وتهربُ وهي تغني مدى دربِها
وصلةَ الراحلينْ.
*** ***
لأنكِ في البالِ دوماً.. ولا ترحلينْ.
ستركعُ " عشتارُ " عند السواقي
وتسكبُ " فينوسُ " عطرَ التلاقي
وتولدُ تحتَ ظلالِ السيوفِ "سعادُ " و"عبلة "
فأنتِ لوحدكِ كلُّ النساءِِ وحلمُ اللقاءِ
تعالَي فقد طالَ شوقي لمرآكِ..
يا وردةَ الغائبينْ.
*** ***
لأنكِ في البالِ دومًا.. ولا ترحلينْ.
لكِ الأمنياتُ العذارى
وحلمُ السهارى
لكِ الحسَراتُ التي أوجعتني
لكِ الكلماتُ، وفنجانُ قهوةِ روحي..
التي تملكينْ.
*** ***
لأنكِ في البالِ دومًا.. ولا ترحلينْ.
إليكِ ومنكِ..
عليكِ وفيكِ القوافي تئنُّ كتسبيحةِ التائبينْ.
ولونُ المرايا يعكّـرُ أطلسَ قلبي..
الذي في انتظارِكِ فاضَ زُلالا
على الظامئينْ.
يتبع..
لأنكِ في البالِ دوماً.. ولا ترحلينْ.
صارَ لقاؤكِ صعبَ المنالْ
ومرأى عيونِكِ يا ويلتاااااهُ محالْ
فقربُك بُعْـدٌ.. وبُعدكِ قربٌ
ووحدي أفكُّ طلاسمَ عشقي
كأني حكيمٍ بسـوقِ الجنونْ.
*** ***
لأنكِ في البالِ دوماً.. ولا ترحلينْ.
سأنسى جميعَ النساء
أسمائهنّ وأشكالِهنّ وألوانِهنّ وحلماً بهنّ..
لأنكِ أنتِ عزائي عن الأخريات
فقولي فديتكِ : هل بعد هذا
سأدخلُ جنّتكِ المشتهاةَ
وأكفيكِ وحدي عن الآخرينْ؟؟؟؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى