الخميس ١٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم البشيرعيسى بن عبد الرحمن

للزّهور التّي أحرقتنا

مرّة 1 :
مرة طاف بي قمر فاندثرْ،
ولما دنوت من الشمس،
أسألها ما الخبرْ؟
أشاحت بوجهها عني،
كنتُ إذ ذاك ممتطيا نجمة،
يتأبّطني شجر،
يتصفّحني إذ يشاء،
ولما أشاحت شردت نجمتي،
ورماني الشّجرْ
لم يعد لي بأفق مكان،
لا ولا بالتّراب الذي...
قال لي مطر إذ رأى :
ما بقلبك يا ولدي؟
قد رماك اصفرارا...ثم جَانبني وعبرْ.
مرّة 2 :
مرة والتقيتُ أناي،
كان يبغي صعودا إلى المنحدر
أيها النّاس ذاك أنا،
كيف أجمعُنِي أو أشتتني...؟
فدمي راكد،
ليس يسعى إلى... يرتجيه السفر،
ودمي ليس يهدأ أو يترجل،
سفر دائم يرتجي المستقر.
مرّة 3 :
مرة واستحلتُ حجرا راح يتلو:
كنتُ فيما مضى زهرة والآن...،
فبكتْ زهرة من بعيد،
دنتْ فدنوتُ،ثملتُ..صحوتُ
وجدّتُني عرشي على الزّهْر،
في زخّة من مطرْ
كان حلما...صحوت من الحلم،
ها... أنذا ليّت أنّي حجرْ.
مرّة 4:
مرة صفعتني يدي،
صار وجهي وتر.
ألريشة "زرياب" ...،
أم لريشة "ديني"... هذا الوترْ...؟
مرّة 5:
مرة وتلفتُ ذات اليمين رأيتُ شمالي،
تلفت ذات الشمال رأيت يميني
تلفت خلفي رأيت أمامي
نظرت أمامي رأيت لي خلفي
ما الذي ... ما أرى ...؟
أتراها مشاكسة للصورْ؟
أم تراها مداعبة للجهات التي أتعبتنا؟
مغازلة كي تُفتّح فينا الزّهور التي أحرقتنا ؟
مناورة .. مخادعة ..ملاحقة .. مكاشفة،
يا الثواني التي أرهقتنا
ويا الأمنيات التي سرقت عمرنا
سألناكِ – بالجرح – أين العمر؟
مرّة 6:
مرة وانهمرتُ برمل،
فتطاير نحوي
تجمّع بالقلب ثم انهمرْ
فأين الخصوبة كانت؟
وأين الرُّبى... ؟
ثم أين الغلال وأين الورود؟
وأين الفراش؟
وأين الحمائم؟
أين المعاني التي تنشر النّور،
في ظلمات البشرْ ؟
مرّة 7:
مرة هزّ جذع الفؤاد،
حنين لمعزوفة الماء
يا نغمات السواقي،
مشى فاقتفيت خطاه
ثم ها فجأة غاب عني الأثرْ
فناديتُ في ظلمات النهار،
تُرى أين قلبي ؟
ومرّ زمان ...
وناديتُ في ظلمات الليالي،
تُرى أين قلبي ؟
فجاء الصدى :
تبخّر من لفح هاجرة، واستترْ
ومرت سنون عجاف ...
ثم عاد الصدى،
يا الذي ضّيع القلب،
مُذ متى لم تلامسه،
أو يلامسْك نفس لمطر
مذ متى...؟ وانشطرْ
مرّة 8:
مرة ووقفت ُعلى طلل العابرين
وعلى طلل العابرات بقلبي لروحي
ويْكَ أنّ الطلول محاريب ُللألم المشتهى
والمحب يظل المحب، يتلحّف بالحب والكبرياء
كلما هزه الوجد أطربه خطّ فيه ضرر
ليس تعفو الرسوم التي تملأ الرّوح والجسد المتهالك،
ليس تبلى العيون التي حدّثتنا
والقلوب التي أذِنتْ بمجيء الربيع
والأيادي التي شكلتنا قصائد،
ودما وشموعا وزهرا يبسا وآه أغرْ
مرّة 9:
مرة علّقتني على بابها طفلة من رخامْ
ثم قالت:سلامْ،
وراحت تفر ورحتُ أكرْ
مرّة 10:
مرة قال لي:هل تخاف الفناء؟
قلتُ:كيف البقاء؟فنظرْ
فأبصرتُ في مقلتيه فنائي،وأبصرتُ في شفتيه فنائي،
وأبصرتُ ...، أبصرتُني الصّبح وقت السّّحرْ
مرة 11 :
مرة ....، مرتين...، ثلاثا ...،
ما الذي سوف يعصمني؟
إلى أين آوي...وقد أزِف الصمت ُوالآزفه.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى