الجمعة ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

ماتيسر بلا عنوان

الشموع تناجي الأمسيات
كسنابل الحنطة
تقطف البلاد وجوع الأطفال
والموتى يتدثرون
بأقدام الجند
قد سبق الحذاء العذل
وقضي الأمر
فيما كانوا فيه عازمون
 
حبال المشانق تتدلٌى
والأعناق اشرأبٌت
تتوسٌد العلقم
موتى .. موتى
وكل الجهات رماح
تفقأ عيون الصغار والعجائز
والموسيقى أجراس من كتٌان
إصعد ولاتلتفت
خلفك تنتصب الأراجيح
في رحاب الأودية
خلفك صلاة البحر
واللٌوح المكنون
 
أيٌ الأشجار تشبه قاماتهم
وأذرع الرجال مبتورة
وأقدامهم من حطب
أيٌ خواء
يترصٌد العمر الهارب
وأيٌ خطوات يبعثرها الموت
لقلبي مئذنة
ومزمار حزين
قد بلغ من الرحى عتيٌا
بين حجران
كحبٌات القمح المطحون
 
ينشر الموت أذرعه
كالطٌاعون
يحصد العباد والبلاد
ترى عيون القوم
دروب تائهة
وترى الحرائر مصفٌدة بالسلاسل
يبلٌلون الخبز بماء اللٌيل
وتدوسهم حوافر الجلٌادين
أوقاتهم موشومة على زناد
لكل نصل قتيل
وهذا موتي المنون
 
ينحني الصبح للخراب
محمولاً على راح الصلصال
يتركنا بياضاً رهيناً للتراب
أقرأ ماتيسر بلا عنوان
وأرمي على كل نعش
بعض وريد وحفنة
من دموع القوافي
وكرز قلبي
أيٌة مقصلة يفضي دمها
إلى كلٌ هذا الجنون
 
انطفأت الأرض
كيف يموت الضوء
في النهار
وتسيل العتمة
يستيقظ الشجر في وداعهم
على قاب قافيتين مني
كان الإحتضار
أشرب ضوء الأنبياء
تنهمر على الفلاة
كأنٌني أستوطن أسفل الحسرات
أروي مئذنة الخلاء
وأتلاشى كالآذان
كما غاب البريق
من تلك العيون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى