الأحد ٦ شباط (فبراير) ٢٠٢٢

ما أجمل البساط الأحمر، لولا..

راضي شحادة

ما أجمل فنانينا العرب وهم يتمخترون على البساط الأحمر بأبهى طلّاتهم وأزيائهم في مهرجان العرب..لولا

ما أجمل الفن عندما يبعث السّعادة في قلوب شعوب أمّتنا العربيّة..لولا

ما أجمل أن يعيش الفنّان مبدعاً ومُقدِّماً ومكرّساً كل ما لديه من إبداع، وبالمقابل يحصل على كل مايستحقّه من تقدير ومال ..لولا

ما أجمل أن لا يجد الفنان نفسه عبداً لقُوتِه ورزقه..لولا..

..وليس مُستَغلّاً من قبل عدوّه ضد شعبه بحجّة حاجته للعيش مستقِرّاً مادّيّاً وطمَعاً في الشّهرة على حساب شعبه وأمّته، وألّا يُفضّل الارتزاق على حساب قضايا أمّته، لولا

ما أجمل أن يكون بوسع الفنان في زمن الملمّات والهزّات السّياسيّة والوطنيّة، أن يكون مرتبطاً بقضايا شعبه وأمّته العربيّة بقدر جماليّات إبداعه ورُقيِّها..لولا

ما أجمل أن تزخر أوطاننا بالمهرجانات والإبداع والفنون لولا..

..لو لم تكن فلسطين على ما هي عليه، ولا اليمن..ولا سوريا، ولا العراق، ولا لبنان، ولا ليبيا..إلخ

ما أجمل الشّعور بالعيش بسلام واطمئنان عندما تُتاح لنا فرصة أن نكون أمّة عربيّة واحدة من المحيط الى الخليج..لولا

ما أجمل أن تتحوّل ثرواتنا الهائلة من المحيط الى الخليج الى مصدر رفاهية وعيش رغيد مليء بالسّعادة والسَّلام..لولا..

..بدلا من الاستسلام والخنوع.

ما أجمل أن تتحوّل ثروات الخليج العربي، وخيرات العرب الى زرع بذور التّلاحم والتّكاتف والوحدة والاتّحاد..لولا
ما أجمل أن نعتاش من خيرات بلادنا، فنأكل ممّا نزرع، ونلبس ممّا نصنع، لولا..

..وعدم تحوّلنا الى مجرّد مستهلكين لمنتوجات غيرنا.

ما أجمل أن تُزال الحدود بين أوطاننا العربية، فننعم باللقاء مع بعض على ثرى وطننا العربي الحبيب..لولا
ما أجمل العيش بكرامة، لولا..

..وبالقدرة على عدم السّماح للغريب التّحكُّم في حيواتنا أمنيّاً وعسكريّاً واقتصاديّاً وأخلاقيّاً.

ما أجمل البساط الأحمر لأنّه بلون دمنا المتدفّق في أجسادنا بحياة وحيوية..لولا

.. وليس مُراقا ومسفوكاً فوق ثرى أوطاننا.

ما أجمل أن يتحوّل هذا البساط الأحمر الذي كان يحلم به الفنان "فريد الأطرش" فحوّله الى "بساط الرّيح" ذي الجناحين، الذي يحملنا فوق ربوع وطننا العربي المعطاء والخَيِّر، فوق بحار ومحيطات وأنهار ووديان وجزر وشبه الجزيرة العربية وتونس الخضراء واليمن السّعيد والعراق العريق وسوريا الشّوساء، ولبنان الذي هو "أمَد وقدود عليها بشوف عيون وخدود"، و"يا دجلة أنا عطشان ما أقدر أرتوي من حسنك الفتّان هذا الكسروي، بساط الرّيح يا ابو الجناحين، مراكش فين وتونس فين، أنا مشتاق لوادي النّيل، البُعد عليّ يا مصر طويل"...لولا
ما أجمل البساط الأحمر..ما أجمل بساط الرّيح..لولا

راضي شحادة: مسرحيّ وروائي وباحث فلسطيني

راضي شحادة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى