الخميس ٢١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم عزيز باكوش

ما جدوى الكتابة عن التلفزيون؟

كانت رياح الشركي المغرقة في البرودة، والتي جثمت مدة طويلة على جسد مدينة فاس الدافئ، قد أخذت في التقلص تدريجيا.

لحظات عصبية مرت، كان فيها النقاش على أشده, حيث ظل محور نقاشنا "الإعلام العمومي ذلك الغائب" لحظات كنت اعتقد أنني لن استطيع الكلام قط فسواء تعلق الأمر بالحدث السياسي أو الأمني أو الاقتصادي الاجتماعي فان الإعلام غائب..غائب..غائب.. ذلك أن للحقيقة والتاريخ. الصدق أقول, لقد كنت قلقا, غير راض, متمردا, مستاء غير مقتنع, ولا مستسلم، غير منصاع، ولا منقاد. وعلى نحو الوضوح, كنت وقحا غاضبا، متقززا فاتر الهمة، إزاء وضعية إعلامية استثنائية في ظرف سياسي.. تجمع كافة الأطياف على نعته بالعهد الجديد.. وهو كذلك.. ما تزال جيوب المقاومة ترغمه على التشبث بتلابيب الاستثناء. الأمر إذن, صاعقة..... لا جدال.

سددت إليه نظرة غاضبة،

وقلت بصياح:

"الإبداع الرفيع لا يظهر مطلقا في مناخ تنعدم فيه الحرية".وتابعت جادا:

"الفرد منا يقول كلمته في حق إعلامنا العمومي الغائب, ويمضي، يجتهد، يرسم علامات،يزرع بذورا، وقد تمر فتوات طويلة قبل اختمارها، لذلك علينا وعليكم الانتظار. حتى لا نجني فاكهتنا حامضة.. على حد تعبير استاذنا الجليل عبد الرحمان اليوسفي

ومع ذلك، ظل الترقب يضنيني الى حد أنني قفزت واقفا ومتسائلا "لماذا أنت قليل الصبر إلى هذا الحد؟"

ألا ترى كيف أن صحافتنا المكتوبة "اقصد ملاحقنا الإعلامية " تشكل ترمومترا أمينا لهذه الحالة الكئيبة والمزرية؟

أليست عيون النقاد ترصد كل شاذة وفادة، وتنشرها في الحين و اللحظة.؟

فرك يديه, وقال في شيء من "النكاية والتشفي:

"برأيك, إن تجربة النقد التلفزي من خلال ملحق (إعلام وتواصل) لا تتوقف عند حدود الملاحظة والرصد وتنصيف الارتسامات، واقتناص الهفوات،وإنما تتجاوز ذلك الى تحليل اسناداتها الثقافية والاجتماعية, وتفسير خلفيتها الكامنة والمستكينة، إذ الغاية من وراء تحليل الهفوة أو الفلتة، ليست ذاتها, بل ما يكشف عنه أنين الصرخة المكتومة.

قلت مقاطعا" عين العقل", ثم أضفت كما لوان الطريق أصبح معبدا:

"فالناقد التلفزيوني بهذا المعنى الذي ذهبت إليه، يفاوض في شان الصورة التي يجب أن ترى "برفع التاء", والكلمة التي يجب أن تسمع, وترى انه على حق, مادام الآن وال: هنا يسمحان باستضافة الأفضل, والانفتاح على الجاد والناضج. واكتشاف والجديد الجيد, بدل الاستئناس الرتيب بالجديد غير الجيد, فليس لزاما على بلد متخلف أن يكون إعلامه وثقافته متخلفين؟

ثم ... أليس النقد على نحو عام, هو إعادة خلق للجمال.. مرة ثانية في ذات الإنسان و الحياة؟

وبحسب الدلالة الأخيرة، فان الحقيقة التاريخية والسياسية لبلد كالمغرب, رغم اتساع قاعدتها، وغني وثراء حضارته, وشساعة وعمق مدها الحضاري، تطل علينا"الحقيقة" من خلال نافذة "اتم" وبغير قليل من التحفظ عبر "دوزيم" معا خجولة.. مقنعة" بفتح القاف وتشديد النون".. بئيسة, تعيسة, مصابة بالربو, هرمة, يسودها العقم والاحتقان.

ولحد الآن...ومع انطلاق الجيل الأول من التراخيص, وخطوات تحرير المجال السمعي البصري..... مازلنا نرى غياب الإعلام... ذلك الشعور المقيت, الذي لا نبالغ بوصفه غبنا كبيرا وجرحا عميقا لن يزول ولن يندمل أبدا، اجل أبدا.

 تقصد اكراهات المرحلة..

 وجيوب المقاومة, ولوبيات قمع التغيير, أضيف. تصور, شرعت أرصدتها تتقوى وتنتفخ بشكل لم يسبق له مثيل. لكن مع توالي الأحداث, من محاكمات, وإقالات والإعفاءات,ننتظر دخولا إعلاميا ليس كسابقه..
وحدثت نفسي بصوت مسموع"

 هل يتعلق الأمر ياترى باستراتيجية تقوم على امتصاص الجمود وتذويبه, وفق منطق طنجرة الضغط, إذ كلما ارتفع الضغط باتت الحاجة ما سة الى نزع صفارتها كي تتنفس قليلا..

لكن.. لماذا لا نسمى الأشياء بمسمياتها بدل اعتبارها انقلابات؟؟؟؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى