الخميس ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم عبد الستار نور علي

مدينة العطور والدماء

كُتبتْ القصيدة في نيسان عام 1973 في حادث اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة ، وهم الشاعر كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار ببيروت في 10/4/1973 على يد فرقة كوماندوس اسرائيلية بقيادة ايهود باراك . وقد نُشرتْ القصيدة حينها في مجلة (الهدف) الفلسطينية لسان حال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . وأذكر أنه قبل فترة من الحادث جرت مسابقة ملكة جمال لبنان في حفل باذخ .

أبيروتُ ،
على منكبيكِ الجراحُ الكبيرهْ
وصمتُ العشيرهْ
وحلمُ المناضلْ
أبيروتُ ، هذي الحكاياتُ تروي
عويلَ المواجعِ
أنينَ الجراحِ
ودفقةَ شوقٍ
وهزّةَ قلب
بيروتُ ، يامدينةً منْ شذا
عطورِ باريسَ ومِنْ رقصِها
بيروتُ ، يامدينةً منْ صدى
أنّاتِ مذبوحٍ ، ومنْ لوعِها
لا توقظُ النيامَ في حضنكِ
زوابعُ الموتِ ، ولا وقعُها
قوافلُ الماضينَ في دربِكِ
ستحملُ الانجيلَ قي قلبها
وتحملُ الصليبَ نحو السنا
وتملأ الوديانَ منْ نورِها
وتحرقُ الغفوةَ فوق المنى
وتُنطِقُ الصمتَ على عينها
 
أبيروتُ ،
نمتِ على أغنياتِ الصخبْ
ورنّةِ كأسٍ ورقصِ الغواني
صحوتِ على أزيزِ رصاصٍ
وضحكةِ غدرٍ تحوكُ اللحودَ
لأسرابِ طيرٍ تصوغُ النهارْ
قلادةَ حبٍّ لجيدِ الصغارْ
بنادقَ تحمي صدورَ الكبارْ
رسمتِ خطوطَ الجريمهْ
وكانتْ دماءُ الشهيدِ لكِ المِحبرَهْ
وريشةٌ بيضاءُ عطّرتِها
منْ دميَ المسفوحِ فوق الطريقْ
أناملٌ تُمسكُ مِنْ ذيلِها
كي لا يمسَّ الدمَ جلدٌ رقيقْ
وكأسُكِ الحمراءُ أترعتِها
فنامتِ الأعينُ، أينَ الحريقْ؟!
وهمسةٌ في مخدعٍ نصفُهُ
للعطرِ والآخرُ جنسٌ رقيقْ :
أتسمعينَ الصوتَ أم أنّهُ
ضرْباتُ قلبِ المُستهامِ الغريقْ؟
دعْنا ! فإنَّ الليلَ في نصفِهِ
ولْيكنِ الآخرُ لونَ الشقيقْ
أبيروتُ ،
زرعْتُ على وجهكِ النجمَ هَدْياً
لدربِ القمرْ
فكانَ احتضارْ
يدقُّ الظلامَ بعينِ البشرْ
وسكينَ عارْ
وطعنَ يهوذا بقلبِ القمرْ
يا رقصةً تدورُ في صدرنا
أتحملينَ العارَ بين الضلوعْ ؟
أتُسكتينَ الصوتَ في نبضنا ؟
إنَّ الصدى القادمَ نبضُ الجموعْ
ستُشرقُ الشمسُ وفي قلبنا
على انتفاضِ الصمتِ بينَ القلوعْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى