الأربعاء ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٢
بقلم عادل القرين

مذيعة بين البحر والنخيل

إلى الإعلامية والأستاذة القديرة: نهى الناظر

في قبضة من ثمر التوت، وحفنة من شجر زيتون الخليل، ودفء رغيف التنور..

تجلت وريقات (الزعتر) من جبال الأردن، وبرتقال يافا، إلى أشرعة الخليج، وبيارق جدة والخبر، وشواطئ العزيزية بوطننا الغالي المملكة العربية السعودية.

أربعة عقودٍ من عمرها، وهي تقدم برامج الأطفال، والثقافة، والأدب، بوضوحٍ وشموخ في كل الاتجاهات؛ حتى صارت قِبلة الإبداع بتحدي ذاتها، وتأملها، وابتسامتها، وخدمتها، وحبها للناس، وحبهم إليها.

نعم، على محض الصدفة تجلى القدر، بمعرفتي إياها عبر برنامج (الفيس بوك)، قبل عقدٍ ونصف على وجه التحديد؛ بإضافتي لها من صفحة أحد الأصدقاء، حيث كانت وما زالت تبث روح العمل، وحب العطاء، في جميع الأصعدة، عبر "تغريداتها" الصباحية، من خلف لوحة المفاتيح بذلك العالم الافتراضي الجميل بالإيجابية..

إلى أن زادت معرفتي بها عن طريق المناقشة للمواضيع التي تطرحها؛ حتى ساعة ما كانت تقدم، وتُعد، وتتواصل، بإظهار برنامجها الصباحي على القناة الثقافية السعودية، في صبيحة كل أثنينٍ بثقةٍ، وتألقٍ، وإبداعٍ، وبهجة، من مركز تلفزيون الدمام ببثٍ مباشر.

كانت تجيد التنوع من بداية البث إلى نهايته، بما يهتم بشؤون الأسرة، والتربية، والأدب، والطب، والفنون، والتوعية، واكتشاف المواهب، والمجالات الإبداعية الأخرى.

مرت الأيام وكأنها سويعات قصيرة، ولم تبرح نبرة صوتها ترن وتتأرجح في مسامعي، وأطياف وجداني، ساعة ما تحدثت عن حبها وزيارتها للأحساء والبساتين السامقة بالنخيل والليمون، رفقة والدها (رحمه الله) في طفولتها.. كانت تستحضر أدق تفاصيل جبل القارة، والمشتل، وعين النجم، وجمال الطرقات بالخضرة، ومجرى مياه العيون..

هذه الإنسانة، والمبدعة، والأم، والمربية، والجدة، والمُتشحة بأوسمة العطاء، كان لها الفضل بعد الله (عز وجل)، بإظهار الكثير من أهل الصنعة، والفن، والأدب، والتربية، في بداية مشوارهم المهني والإبداعي على القناة الثقافية.

فقد رشحتُ لها العشرات للظهور على أجنحة القناة الثقافية وبلابلها، ولم تتوانى أي لحظة بالتأخر أو التسويف..

فقد كان من بينهم المدرب الأكاديمي، والأديب، والمعلم، والمهندس، والشاعر، والطبيب البشري، والمؤثر الاجتماعي، والقاص، والمُنشد، وفنان التصميم والخياطة، والدكتور الجامعي، والمرشد الأسري، والممثل، وغيرهم الكثير..

ليكون الختام على رائحة خيوط الزعفران وعقد الريحان، للأستاذة الملهمة، والإعلامية القديرة والمتمكنة نهى الناظر، كحبها للوطن وخدمته، وللأحساء في تمره، باحترام شواهدها إليها بالسلام، وطول المقام بالصحة والعافية اللهم آمين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى