الأحد ٨ آب (أغسطس) ٢٠٢١
بقلم مصطفى معروفي

مرايا العشب

الـبـحـر يــرضـع مـــن أَثـدائـه الـمـطرُ
فـتـنـبـري الأرض بـالـنـايـات تـنـفـجـرُ
شِمْتُ المدى سلفا قد كان ذا شغفٍ
لـصـبـوة الــمـاء فـــي أفـيـائـه وطـــرُ
يـغـدو فـتـغدو شـغـاف الـمزْنِ نـابضة
لِـمَـا رأتْ فــي مـرايا الـعشب يـنهمرُ
هـــي الـرفـوف ومــا كـانـت بـمـكتبة
إلا وثَــــمَّ يــمـوتُ الـلـحـظةَ الـضـجـرُ
رأيـــت هــاجـرةً تــجـرى بـــلا قـــدَمٍ
و الــنـأي لـــجّ وآوى صـمـتَـه الـحـجرُ
لـن أغـدق الـقول، لا مـعنى لملحمة
إذْ ربــمـا لـمـسافاتي ارتـقـى الـكـدر
أضـحى يـلملمني كون خفيفُ خُطىً
و قـربَ حـوضيَ مـن نبض المنى زمَرُ
أقـــول يـــا الله هـــذا رجـــمُ كـاهـنة
قـد أرجـفتْ،لم يـزل فـي أفـقنا القمرُ
غـرسْـتُ فـي زرقـةٍ مـوجاً وقـلت لـه
إيـــاك إيـــاك يـغـوي عـهـنَك الـشـررُ
مـــا أنــت إلا مــلاذ الـرمـل أو ســأم
فــيـه لــمـن صــار قـيـحاً ضـيـمهُ وزَرُ
يــنـحـو الـصـبـاح بـبـرقـي قـبـلـةً،وأنا
مـجـرد الـومـض عـنـه نـدَّ لـي الـبصرُ
وأسـمع الـهمس يـلقيه نـدى غـبش
و قد غفا طيَّ أحشاء الدجى السحرُ
أرنــــو ويـجـذبـنـي وجــــهٌ مـلامـحُـه
مــا زال يـسـكب فـيها كـأسَه الـخفَرُ
الـطـير فــي مـأثـمٍ لــم تــأْلُ جـاثمة
والـنـهر لـلـغاب عـنه قـد سـرى خـبرُ
مـــا زال يـعـوزنـي صــبـرٌ نـظـيـرَ يــدٍ
عـلـيه لـي،يـومَ بــي مــا انـفكَّ يـتَّزرُ
أثـنى عـلى وكـفاتي حـينما انهملتْ
وطـفلُ غـيمي طـفا فـي كـفه الـقدر
لــلــظـل أروقـــــة بــالـحـر مــغـرمـة
هـنـاك يـشرب مـن مـأساته الـشجر
لــكـن لـــه مـــا اشـتـهاه لا يـنـازعه
إلا لـغـوبٌ ومــا كــان افـتـرى الـسفَرٌ
فُـطِـمْتُ لـست أداري نـجمةً طـلعتْ
بـأمـرِ مــا فـيـه حـظـي لـيـس تـأتمرُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى